الحرية الإنسانية

title

استهل سماحة السيد عبد الله نظام خطبة الجمعة بالحمد والشكر لله تعالى و بالصلاة على أشرف خلق الله محمد صلى الله عليه وآله وسلم.

تحدث السيد عبد الله نظام في خطبة الجمعة عن وجود اتجاهين في الفكر العالمي ووجود قواعد أساسية تمثل المنطلق للإنسان، قائلاً:
الأفكار التي تدور في هذا العالم حول قضايا الإنسان وسلوك الإنسان ترجع جميعاً إلى نقطة واحدة، هل الإنسان هو الذي له الاختيار لأعماله، لمنطلقاته وعقائده، أم أنه لا بد أن يرجع إلى ربه إلى مدبر هذا الكون؟؟، وينقسم الناس حول هذه النقطة إلى قسمين: قسم يعتقد بأن الإنسان هو صاحب الحق في أن يتخذ لنفسه ما يشاء من الأفكار والعقائد والقواعد السلوكية، وقسم آخر يقول لا، إنني مخلوق لله عز وجل لا بد أن أرجع إلى الله ربي هو الذي يحدد لي الأفكار الصحيحة، المنطلقات الصحيحة، السلوك الصحيح في هذا العالم.
المهم في أي حوار في أي مناقشة وفي أي شيء يريد أن يتخذه الإنسان لنفسه منهجاً وعقيدة، أن يحرر هذه النقطة الابتدائية أولاً.
ربنا جل شأنه في كتابه الكريم يشير إلى قصة موسى عليه السلام وفرعون، يقول فرعون: " قَالَ فَمَنْ رَبُّكُمَا يَا مُوسَى" موسى عليه السلام يجيب جواباً عقلياً: " رَبُّنَا الَّذِي أَعْطَى كُلَّ شَيْءٍ خَلْقَهُ ثُمَّ هَدَى"
انظر في هذا العالم يا فرعون تجد خلْقاً متنوعاً متمايزاً هذا الخلق فيه الكثير من أسباب التكامل بين هذا المخلوق وذاك، كل مخلوق في داخله يمثل إعجازاً خلْقياً، أنت يا فرعون انظر إلى نفسك، انظر إلى عينيك، انظر إلى سمعك، انظر إلى لسانك، انظر إلى أعضائك ..... انظر كيف تتكامل هذه الأجزاء والأشياء مع بعضها البعض كيف يحصل هذا؟؟ لا بد أن تلتفت إلى ذلك.
هذا بطبيعته يقول إن هنالك صانعاً عالماً قادراً هو الذي فعله، كل مخلوق من هذه المخلوقات له منهج حياة يتناسب معه، من الذي علّم الحيوان أن هذا العشب هو سامٌ لك يميتك فلا تقربه وذلك العشب الآخر هو يفيدك فكُله؟؟!!

وتابع سماحة السيد قائلاً:
لا يصح أن إنساناً يقول أنا أريد كذا أو أنا أفكر بكذا.... كل هذه القضايا بعيدة عن شريعة الله عز وجل ليست صحيحة لأنه لست مؤهلاً لذلك، الذي يعطي ما يصح لحياة الإنسان وما يوجه الإنسان نحو الحُسنى إنما هو الذي خلق الإنسان وأوجد الإنسان.
الله عز وجل هو الذي خلقك فعليك أن تخشاه وأن تتقيه، فإذا كنت لا تعتقد أنه خلقك ابحث في هذه النقطة كيف وُجدت في هذا الكون؟
أيها الإنسان في هذه الحياة تسعى يميناً وشمالاً هذا السعي هو في الواقع في اتجاه لقاء الله عز وجل، أنت لا بد أن تكون نهاية حياتك هي لقاء ربك عز وعلا.
لا وجود في عقيدتنا الإسلامية لشيء اسمه حرية الإنسان بشكلٍ منفصل عن الاعتقاد بالله عز وجل، المقدار والمساحة المسموحة من الحرية الله عز وعلا هو الذي يشخصها هو الذي يقول لك هذا تابعٌ لك وهذا خارجٌ عن تفكيرك وعن اختيارك أيها الإنسان.
أيها الأعزاء اتقوا ربكم الذي خلقكم والذي ستقفون بين يديه.

ثم اختتم سماحة السيد عبد الله نظام خطبة الجمعة المباركة بالدعاء والصلاة على رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم.



لمتابعة الخ/طبة كاملة على الرابط التالي:

https://www.youtube.com/watch?v=J2867lBOk0k

 

2022/12/17539طباعةيجب عليك تسجيل الدخول0

مقاطع مختارة

مناسبات شهر ذي الحجة

07شهادة الإمام محمّد الباقر (عليه السلام)
09يوم عرفة
10عيد الأضحى المبارك
18عيد الغدير الأغرّ
24يوم المباهلة