title
استهل سماحة العلّامة السيد عبد الله نظام خطبة الجمعة بالحمد والشكر لله تعالى و بالصلاة على أشرف خلق الله محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم.
تحدث سماحة السيد في خطبة الجمعة عن مناسبات عدة مرت خلال الأسبوع الماضي:
في الأسبوع الماضي مرت عدة ذكريات إحداها يوم المباهلة والثانية يوم التصدق بالخاتم والثالثة ولادة الإمام الكاظم سلام الله عليه، يوم المباهلة في الرابع والعشرين من شهر ذي الحجة عندما وفد على رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم وفد من نصارى نجران وهؤلاء سألوا النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم عن مقالته في عيسى عليه السلام فأجابهم أن مثل عيسى عند الله كمثل آدم خلقه من تراب ثم قال له كن فيكون، هؤلاء تعجبوا أنه كيف يكون عيسى إنسانا موجودا ولكن دون أب، الله عز وجل أمر نبيه صلى الله عليه وعلى آله وسلم أن يدعوا أولئك الأشخاص إلى المباهلة بحيث يبتهل إلى الله عز وجل ويجعل لعنة الله على الكافرين، لما جاء أولئك إلى الموعد إلى المكان المقرر سأل رئيس وفد نصارى أهل نجران، من أولئك الذين سيباهل بهم محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم؟ فقالوا له: إن هؤلاء علي عليه السلام بن عمه وصهره وهو الذي رباه في بيته، وهذه المرأة هي ابنته فاطمة الزهراء عليها السلام والأطفال هما الحسنان، فعَلِم هذا الرجل أن هذا الإنسان قد خرج إلى المباهلة وهو صادق فيما يقول لأنه لو لم يكن كذلك لما خرج إلى المباهلة بأهله بنفسه بأخيه بابنته بأحفاده، كان دعا إلى المباهلة أشخاصا آخرين، فعلم أن محمدا له دعوى حقيقية إن باهلوه في هذا اليوم لابد أن العذاب سينزل عليهم، أي على وفد نصارى نجران، لذلك قرر الرجوع وعزف عن المباهلة وتراجع عنها ولم يُباهل، يقال عند عودته إلى نجران رجع إلى رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم وأعلن إسلامه.
أما التصدق في الخاتم يعتبر درس في أهمية الصدقة خصوصا في الأوقات العصيبة التي يمر بها الناس في شظف العيش في قلة المورد في انعدام أحيانا المأكل والمشرب والملبس.
ثم تحدث سماحة السيد عن ولادة الإمام موسى الكاظم عليه السلام:
الإمام الكاظم هو ابن الإمام جعفر الصادق عليه السلام، عاين في حياته بعض الخلفاء العباسيين مثل الهادي والمهدي العباسي ثم بعد ذلك هارون الرشيد حيث سجنه في سجنه عند السند بن شاهد الذي دس له السم، بعد ذلك استشهد الإمام عليه السلام.
من اللطائف التي تروى عن الإمام عليه السلام أن المهدي العباسي أراد أن يُظهر العدل للناس فجعل يوما لتلقي ظلامات الناس، بعد مدة طويلة التقى بالإمام الكاظم عليه السلام قال له: يا موسى لن تشكي إلينا ظلامة، قال له: أعرف أنك لا تقدر على إنصافي بها، فقال له: وما ظلامتك؟ قال له: فدك يا أمير المؤمنين، قال: وما خطرها؟ فقال له: أما من جهة الشمال فبلاد الترك والديلم، وأما من جهة الجنوب فسيف البحر واليمن وأما من جهة الشرق فبلاد الهند وأما من جهة الغرب فبحر الظلمات، فأطرق المهدي العباسي ولم يجبه بشيء.
ثم تحدث سماحة السيد عن اقتراب قدوم شهر محرم الحرام:
في الأيام القادمة في وسط هذا الأسبوع نقدم على شهر محرم الحرام وبداية أحداث كربلاء التي عصفت بالأمة الإسلامية وبآل بيت رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم وألحقت بهم ظلما كبيرا وبالأمة الإسلامية أيضا كذلك لا زالت نتائجه إلى هذا اليوم.
أيُّ حدث عندما يحصل في حياة البشرية هذا الحدث له منشأ، له أسباب، على سبيل المثال، الكلفة هي موطن ومركز الولاء لعلي عليه السلام وآل البيت هذا من ناحية الهوى والميل القلبي لكن هذا الميل القلبي لم يصل إلى حد الثبات على الموقف دون أن يتراجع أهله أو يتزلزلوا فلذلك هم كانوا من المتزلزلين في حياة علي عليه السلام رغم أنهم صُنّفوا من شيعته وكانوا من المتزلزلين بعد ذلك في حياة الإمام الحسن عليه السلام بل ومن الخاذلين، وكانوا أيضا كذلك بعد بيعتهم للإمام الحسين عليه السلام.
بطبيعة الحال هنالك أسباب كثيرة في الواقع لا يمكن أن تنحصر بسبب واحد، لعل من أهمها الوضوح للبعد العقائدي لأن هذا الوضوح لو كان قائما لما حصلت تلك المواقف على الإطلاق، هؤلاء يعتقدون أن هذا الشخص هو إمام معصوم، بما أنه إمام معصوم فهو واجب الطاعة عليهم أن يلتزموا به ويطيعوه، ما سجله التاريخ كان في الواقع غير ذلك ما كان هنالك موقف حاسم من هؤلاء ينسجم مع هذه العقيدة.
ثم تابع سماحة السيد:
الحجاج بن يوسف الثقفي كان يقتل في اليوم أكثر من عشرين شخص ويرى أنه من المقبلين، أهل الكوفة لم يتعلموا وليهم ثمرة بن جندب فعل فيهم هذا الفعل وليهم الحجاج بن يوسف الثقفي فعل فيهم هذا الفعل وليهم خالد عبد الله الكسري فعل فيهم هذا الفعل... هذا استجابة لدعاء الإمام الحسين عليه السلام "اللهم اجعلهم طرائق قددا ولا ترضِ الولاة عنهم أبدا"، فعدم التقدير للنتائج التي يمكن أن تترتب على الموقف والعمل يمكن أن تصل بالقضية إلى هذه النتيجة.
ثم اختتم سماحة العلّامة السيد عبد الله نظام خطبة الجمعة المباركة بالدعاء والصلاة على رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم.
لمتابعة الخطبة كاملة على الرابط التالي:
https://www.youtube.com/watch?v=gUk_e-wOTVQ