علاج اليأس والقنوط لدى الإنسان

استهل سماحة السيد عبد الله نظام خطبة الجمعة بالحمد والشكر لله تعالى و بالصلاة على أشرف خلق الله محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم.

تحدث سماحة السيد في خطبة الجمعة عن أن التزلزل في الموقف يؤدي إلى الاختيار الخاطئ:
في القرآن الكريم توجد آيات فيها علاج للحالات النفسية التي يمكن أن تمر بالمؤمنين، ليست القضية وليس الاهتمام الرباني بالإنسان فقط من جهة عقيدته أو عبادته أو أخلاقه بل إن الله عز وجل بواسع رحمته، اهتم حتى بالنواحي النفسية التي يمكن أن يتعرض لها الإنسان من اليأس والقنوط والجزع وكل ما يزلزل الإنسان المؤمن في مواقفه بحيث إن التزلزل في الموقف يؤدي بالإنسان أن يختار الاختيار الخاطئ أحيانا في بعض مواقفه، لا يختار الشيء المصيب لأن هذا الإنسان إنما يتفاعل مع قضية نفسانية نتيجتها أن تمنحه اليأس والقنوط، وهذه من المعضلات التي إذا ألمت بالإنسان لم يعد معها يُبصر الصواب، ولعل بعضنا يمر فيه من مشكلاتنا الداخلية والحصار الخارجي وتكالب الأعداء علينا قد يزلزل نفوس بعض المؤمنين الذين يصابون بالقنوط ولا يرون فرجا بعد هذا الضيق.

وأشار سماحة إلى أن على الإنسان أن يكون على ثقة برحمة الله عز وجل، قائلا:
على إنسان أن يكون على ثقة من رحمة ربه، ألا يكون عنده يأس  من رحمة الله عز وجل، فالإنسان عليه أن يكون على ثقة من رحمة ربه، هذا ليس فقط في مقام مغفرة الذنب، إنما أيضا في مقام شدائد الحياة، في مقام المشكلات التي يتعرض لها، في كل شأن من شؤونه فيه شدة وضيق على الإنسان ألا ييأس من رحمة الله عز وجل ويعتقد بأن الله عز وجل سوف يرحمه ويجعل له بعد ضيقه فرجا.
في الحديث الشريف "أنا عند حسن ظن عبدي بي فلا يظنن بي إلا خيرا"، هل نظن بالله عز وجل خيرا؟ هل نظن بالله عز وجل أنه رحمن رحيم؟ أو أننا لا أمل لنا بفرج الله عز وجل، الذي لا أمل له بفرج الله عز وجل لا شك سيطول غمه وهمه لأن هذا الإنسان سيلاقي طبيعة ظنه بربه، وأما الذي له ظن حسن بربه بأن الله عز وجل يفرج عنه فهذا الإنسان ولا شك يفرج عنه بطريقة من الطرق.

وتحدث سماحة السيد عن نظام التجسس الإس رائيل ي الذي ضجت به دول العالم:
في هذا الأسبوع ضجت الدنيا على عدوان إس رائيل ي لم يسلم منه بلد على سطح الكرة الأرضية، نظامٌ للتجسس وزِّع على عدد كبير من دول العالم، استُخدم في أن تتجسس تلك الدول بعضها على بعض واستُخدم في أن تتجسس بعض الشركات أيضا على بعض الشخصيات العالمية، كما حصل مع هيا بنت الحسين زوجة محمد بن راشد آل مكتوم، المغرب يتجسس على الجزائر، وتجسس سعودي في لبنان على المسؤولين من رئيس الجمهورية والوزراء والنواب وكل الشخصيات الفاعلة وغير ذلك.
هذا الأمر ليس مستغربا من الصهيونية العالمية فهؤلاء هم المفسدون في الأرض، حقيقة هؤلاء أنهم قذفوهم في وجوهنا في فلسطين وأعانوهم على اغتصابها واحتلالها لأنهم كانوا عندهم من المفسدين.

وتابع سماحة السيد حديثه، قائلا:
رؤساء الجمهوريات والملوك في دول العالم يبحثون ويقعدون مع اللجان الأمنية حتى يكتشفوا أنه ما مقدار التجسس الذي كان عليهم بموجب تلك البرامج، ونحن في الواقع كعرب نهرول خلف الص ه يوني ة العالمية، نطبّع معها، نجري الاتفاقيات ونعلن إذعاننا لأوامرها حتى لم يعد لنا وزن في العالم، والذي يريد أن يعرف هذا يرى ذاك من آخر خبر أن إس رائيل اكتسبت صفة عضو مراقب في الاتحاد الأفريقي.
القوة من الداخل هي التي تجعلك قادرا على قهر عدوك ولو كان عدوك أقوى منك ماديا وجسديا، في القرآن الكريم عالج الله عز وجل هذه القضية " إِن تَكُونُوا تَأْلَمُونَ فَإِنَّهُمْ يَأْلَمُونَ كَمَا تَأْلَمُونَ ۖ وَتَرْجُونَ مِنَ اللَّهِ مَا لَا يَرْجُونَ ۗ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيمًا"
نحن بإيماننا لنا ميزة إضافية هذه يفتقدها أعداؤنا لكن علينا أن نفعّل هذه الميزة الأخلاقية، أن نقوّيها، أن نمتلكها، أن نعمل بحسبها، أن نتخذ المواقف على أساسها حتى نكون من الناجين والمفلحين إن شاء الله.

ثم اختتم سماحة السيد عبد الله نظام خطبة الجمعة المباركة بالدعاء والصلاة على رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم. 

لمتابعة الخطبة كاملة على الرابط التالي:

https://www.youtube.com/watch?v=36MKgKFMR2c