مولد الإمام الحسن بن علي (عليه السلام)

title
استهل سماحة السيد عبد الله نظام خطبة الجمعة بالحمد والشكر لله تعالى و بالصلاة على أشرف خلق الله محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم.

تحدث سماحة السيد في خطبة الجمعة عن ولادة الإمام الحسن عليه السلام ومظلوميته:
في هذه الأيام ذكرى ولادة الإمام الحسن بن علي بن أبي طالب عليه السلام، الإمام الحسن عليه السلام هو الإمام الثاني و هو سبط رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم وريحانته من الدنيا، هذا الإمام في الواقع هو إمام مظلوم من شيعته ومظلوم من غيره أيضا لأن هنالك عدم فهم لشخصية هذا الإمام وعدم ذكر له وإيفاء حق له كما ينبغي، فإن الحسن والحسين عليهما السلام هما بمنزلة واحدة، "الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة"، لذلك لا فرق بين الإمام الحسن والإمام الحسين عليهما السلام.
لا يوجد اختلاف في الشخصية وفي المواقف بين الحسن والحسين عليهما السلام، الذي له دور في تغيير المواقف هو الظرف الذي عاشه كل واحد منهما، ظرف الإمام الحسن عليه السلام هو ظرف الخذلان، خذلان نصرة الحق مع بقاء جذوته مع بقاء وجوده و لكن هنالك تقاعس من الناس وميل نحو الدنيا خلال شراء الضمائر والنفوس، هذه الحركة قد بدأت عمليا في أواخر حياة أمير المؤمنين الإمام علي صلوات الله وسلامه عليه، فلذلك الإمام الحسن عليه السلام عندما أراد أن يستمر في معركته مع معاوية لم يجد الناصر بل أكثر من ذلك.

وأشار سماحة السيد إلى أن هناك بعض نقاط الاختلاف بين ظرفي الإمامين الحسن والحسين عليهما السلام:
في زمن الإمام الحسين هنالك فارق بين يزيد وبين معاوية، يزيد يعلن علنا عدم مبالاته في الدين أما معاوية ما كان يعلن ذلك علنا.
يزيد بعيد و منكر للدين بالعمل والقول، بالعمل معروف بمجونه وفسقه وفجوره وبعدم مبالاته بالأمور الدينية، بتصريحه بالقول يكفي ما أنشده عندما جاءه رأس الحسين عليه السلام، لعبت هاشم بالملك فلا خبر جاء ولا وحي نزل، فمن هذه الجهة يوجد فرق بالشخصية.
الإمام الحسين عليه السلام بايعه مجموعة كبيرة من الناس من أهل الكوفة، وجوههم، رؤوساؤهم، رؤساء الجند فيهم، كتبوا إليه أن أقدم علينا فقد اخضرّ الجناب، وقد وصله نبأ مقتل مسلم بن عقيل وهو في الطريق إلى الكوفة.
لذلك يوجد اختلاف في الواقع بين الإمامين الحسن والحسين عليهما السلام، لأجل ذلك فالإمام الحسن في الواقع الذي عاشه سار نحو الصلح والإمام الحسين عليه السلام لأجل الواقع الذي عاشه سار نحو الشهادة فمن هذه الجهة القضية قضية ظرف عاشه كل من الإمامين عليهما السلام.
لذلك فإن التفرقة بين الإمامين على أساس التفرقة بالمنهج هذه التفرقة ليست صحيحة بحال من الأحوال.
ونحن بالنسبة إلينا نتبرك بتراب أقدام الإمام الحسن عليه السلام كما نتبرك بتراب أقدام الإمام الحسين عليه السلام.

واستعرض سماحة السيد بعضا من شرح الآية الكريمة:
يقول تعالى في كتابه الكريم :"وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُم بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ ۖ وَلَا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ۖ وَلَا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَن ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطًا"
هذه الآيات من رب العزة جل شأنه فيها تنبيه إلى:
الالتزام بمجتمع المؤمنين الذين هم على صلة بربهم، الذين يلجؤون إليه في جميع أحوالهم الذين هم يريدون رضاه صباحا ومساء فهم في جميع أحوالهم على صلة وسعي بمرضاة الله عز وجل، هذا المجتمع من المؤمنين عليك أن تلتزم به أيها الإنسان على خلاف هواك وعلى خلاف مصلحتك.
على الآباء أن يراقبوا من هم أصدقاء أبنائكم وبناتكم، لا يصح أن تغض الطرف، هؤلاء الذين يمثلون رفقة أبنائك فإن أخلاق ولدك وسلوكه والكثير من اعماله وتصرفاته إنما هو مربوط بهؤلاء الأشخاص الذين يحيطون به، هؤلاء يؤثرون به.
وتابع سماحة السيد:
مايقوله الله عز وجل ويشرّعه الله هو الحق، ما يشرّعه غير الله عز وجل ويشرّعه الإنسان هو ليس حقا، قد يكون فيه بعض الصواب وبعض الحق لكن الحق على إطلاقه لايوجد إلا في كلام وفي تشريعات الله عز وجل.
الله عز وجل بعدما بيّن هذه القضية ان الحق من الله عز وجل في الواقع وأن على الناس أن يلتفتوا إلى ذلك قال أنتم وشأنكم بعد هذا البيان.
الكفر والإيمان بعد بيان الحجج هو من ضمن مسؤولية الإنسان أنت الذي تختار سلوكك وأنت الذي تختار عملك وأنت الذي تختار أن تكون مؤمنا وغير ذلك.

ثم اختتم سماحة السيد عبد الله نظام خطبة الجمعة المباركة بالدعاء والصلاة على رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم. 


لمتابعة الخطبة كاملة على الرابط التالي:

https://www.youtube.com/watch?v=d2gwIdALytY

 

2021/07/13808طباعةيجب عليك تسجيل الدخول0

مقاطع مختارة

مناسبات شهر محرم

01رأس السّنة الهجريّة
10يوم عاشوراء: استشهاد الإمام الحسين وأهل بيته وصحبه عليهم السلام.
13دفن الإمام وسائر الشهداء. إدخال السبايا على ابن زياد.
25إستشهاد الإمام زين العابدين، عليّ بن الحسين عليهما السلام.