title
استهل سماحة السيد عبد الله نظام خطبة الجمعة بالحمد والشكر لله تعالى و بالصلاة على أشرف خلق الله محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم.
تحدث سماحة السيد في خطبة الجمعة أنه على الإنسان أن يعرف كيف يعيش وكيف عليه أن يفكر بمسيرة حياته مستدلاً بمقالة لأمير المؤمنين عليه السلام:
يرسم لنا فيها كيفية العيش وكيف على الإنسان أن يفكر في مسائل حياته، روي عنه أنه قال عليه السلام: "رحم الله امرأً عرف من أين وفي أين وإلى أين" هذه خلاصة لمسيرة الإنسان في جميع شؤون حياته، المطلوب من الإنسان أن يفكر في كل قضية يريد أن يقدم عليها ابتداءً من أين سأنطلق، من أين سأبدأ؟ ما الهدف الذي أريد أن أحققه؟ ثم بعد ذلك لا بد أن ينظر إلى واقع حاله أنه بحسب ذلك الواقع هل يقدر على تحقيق ذلك الهدف الذي يريد؟
ثم إذا قمت بهذا العمل إلى أين سأصل؟ والقيام بالعمل والتفكير فيه ليس على نحو واحد، فإذا قمت بالعمل الذي أفكر فيه هل سأصل إلى النتيجة المطلوبة فعلاً أم لا؟
وأشار سماحة السيد إلى أنه في الإسلام لا يوجد الغاية تبرر الوسيلة، قائلاً:
الغاية في الإسلام لا تبرر الوسيلة والواسطة، لا بد أن تكون الوسائل مشروعة وأن تكون الغاية أيضاً مشروعة، لا يمكن أن نزعم أننا نريد التوصل إلى غاية حسنة بارتكاب وسائل محرمة، لست ملزماً أن ترتكب المحرمات حتى تفعل بعض الصدقات.
علينا أن نفكر دائماً في أعمالنا في الهدف منها في الظروف التي تحيط بها في الغاية والوسيلة، الغاية التي نريد أن نصل إليها والوسيلة التي نريد أن نستفيد منها، فإذا كان كل ذلك مشروعاً وصحيحاً فنحن في أمان إن شاء الله.
وتحدث سماحته عن ذكرى وفاة الإمام الخميني "قدس سره"، قائلاً:
في الأسبوع الماضي مرت ذكرى وفاة الإمام الخميني رضوان الله تعالى عليه، هذه الذكرى إنما نتحدث عنها كل عام ليس لمجرد حب أو ميل لشخصه العظيم والمميز في الواقع، نحن نتحدث من جهة استحضار الآثار التي صنعتها في هذا العالم، ندرك في الواقع أهمية إصلاح العالم، الأهداف والنتائج التي يمكن أن يحصلها الناس بالثبات على أهدافهم، نحن في واقعٍ، الناس فيه يترددون في الثبات على الأهداف، كثير من الناس يفكر في نفسه لِمَ أصبر؟ لِمَ أتحمل، لِمَ لا أساير أُهادِن، في الواقع هنالك دعوات إلى التذكير لمثل هذه الطريقة، حتى هناك من يفكر لِمَ نبقَ مستمرين لمقاومة إسرائيل والوقوف في وجه السياسة الأميركية لِمِ نبقَ مستمرين على أهداف وثوابت معينة؟ لِمَ لا نتراجع عن ذلك ونعيش في أمن وأمان، في الواقع هذا الشيء الإمام الخميني رضوان الله تعالى عليه كان يعرف عاقبته جيداً لنفاذ بصيرته، الله عز وجل زوده ببصيرة نافذة يعرف من خلالها بصائر الأمور ويستشرف مستقبلها.
على سبيل المثال: عندما جاء رئيس الاتحاد السوفيتي في ذلك الوقت بالإصلاحات، علمياً الإمام الخميني رضوان الله تعالى عليه أرسل له رسالة قال له: إذا كنت تظن أنه بهذه الطريقة يمكن أن تصلح بلداً وأنت سوف تسير مع إرادة الأميركان وتصل إلى النتيجة التي يريدها منك الأميركان، في الواقع الذي حصل هو ما قاله الإمام الخميني رضوان الله تعالى عليه، ماذا كانت النتيجة؟ هي تفكك الاتحاد السوفيتي، نهاية الحقبة الشيوعية في العالم.
وتابع سماحته:
هذه البصيرة النافذة والنظر إلى الأمور، هذه الجرأة والثبات على المبدأ والتوكل على الله عز وجل أي أن تعتقد حقيقةً أن مصيرك وأمرك بيده هذا كله من الأمور الهامة للإنسان في شؤون حياته، ليس على مستوى الدول والأمم، حتى على مستوى الحياة الشخصية والفردية، من يعتقد بأن الله معه كان الله معه، أي افعل ما عليك من الواجبات سواء الدينية والدنيوية وسلّم بعد ذلك أمرك إلى الله سوف تجد أن الله سيكون معك وسيكون إلى جانبك أيها الإنسان، فمن سمات المؤمنين أنهم على ربهم يتوكلون.
ثم اختتم سماحة السيد عبد الله نظام خطبة الجمعة المباركة بالدعاء والصلاة على رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم.
لمتابعة الخطبة كاملة على الرابط التالي:
https://www.youtube.com/watch?v=Hi-e7T_X-0A