الأذن الواعية

title استهل سماحة السيد عبد الله نظام خطبة الجمعة بالحمد والشكر لله تعالى و بالصلاة على أشرف خلق الله محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم.

أشار سماحة السيد إلى أن الإمام علي المثال الأعلى للحق وأمور الدين، قائلاً:
ماالذي كان ينقص علياً عليه السلام؟ كان ينقصه اليقين في عبادته، التزامه بعبادته؟ ما كان ينقصه شيء من ذلك.
أن يقول الحق وأن يلتفت بالحق والرسول صلى الله عليه وآله جعله مقياساً للحق والنبي عليه الصلاة والسلام عندما نظر إلى علي عليه السلام كان يقول لأصحابه أقضاكم علي، والذي يكون هو أعلم الناس في القضاء أي هو أعلم الناس بأمور الدين.
والإمام علي عليه السلام يقول "والله لو كشف لي الغطاء ما ازددت يقيناً" على الرغم من كل ذلك نجد أنّ النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم يقول "سألت الله أن يجعلها أذنك يا علي"  هذه الأذن الواعية منها يدل على أن الإيمان والاعتقاد مهما استعظم والعبادة مهما عظُمت والالتزام بشرع الله مهما كان ثابتاً لا بد من الوعي في نهاية المطاف حتى يستقر ويصح أمر الدين.

أشار سماحة السيد في حديثه عن الكيفية التي يتبعها الخوارج في الفهم والوعي، قائلاً:
ما نلاحظه في الخوارج، أحد أصحاب الإمام عليه السلام يسأله عن الخوارج عندما أمر بقتالهم، قال له يا أمير المؤمنين أمشركون هم؟ قال له هؤلاء من الشرك قد فروا، ثم يتابع في وصفهم، تسمع لهم دوي كدوي النحل إذا جن الليل، ليحقرن أحدكم صلاته أمام صلاتهم.
مشكلة الخوارج كانت في الوعي والفهم،  لم تكن لا في الاعتقاد ولا في العبادة، بل لربما من جهة العقيدة كانوا أرسخ من غيرهم وفي العبادة هم أهم من غيرهم لكن المشكلة هي في الوعي، في الفهم، هذا الأمر في الواقع كما كان سابقاً هو في هذه الأيام، مرور الأيام وكرّ السنين هذا لم يغير شيئاً في هذه القضية، بقيت قضية العبادة على أهميتها لا تولد وعياً في نفوس أصحابها، وبقي الاعتقاد على أهميته وعظمته أيضاً لا يولّد وعياً في نفوس أصحابه، يولّد التزاماً يولّد اعتقاداً بما هو حق لكنه في كثير من الأحيان لا يبصّر صاحبه بما عليه أن يفعل أو أن يتخذ من موقف.

وتطرق سماحة السيد إلى المؤامرات والفتن التي تتعرض لها منطقة الشرق الأوسط:
لذلك نحن في هذه الأيام أمامنا شواهد كثيرة في الواقع على مستوى عامة المسلمين وعلى مستوى الحركات الإسلامية أيضاً التي تدّعي أنها تريد أن تقيم الإسلام وتعيده إلى عزه.
قليل هم الذين أبصروا في هذه الفتن التي حطت ببلدنا بل في عموم منطقتنا في منطقة الشرق الأوسط رأوا فيها أنها مؤامرة وأن هذه المؤامرة يراد منها خدمة أمريكا وإسرائيل لتحقيق هدف ما، كان أحد يعتقد أن الأمور تصل إلى هذا الحد حتى الذين كانوا يظنون أو يعتقدون أن ما يجري هو مؤامرة ما كانوا يظنون أن حجم المؤامرة هو بهذا المقدار.
أما الطرف الآخر فقد أقبل على الفتنة إقبال الجراد على النار لا يدري أين يُقدم، ما نتيجة ما يفعل، ما سببه ومنشؤه، ما مجرياته، هو كان يريد في نظره أن يحقق أمراً واحداً كان يظن أن حراكه سيقيمه إليه وهو إقامة دعائم الإسلام كما أُنزل على  رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم.
في واقع الأمر كل هذه الأمور التي كانت غامضة على أولئك إنما منشؤها قلة وعيهم وعدم فهمهم للأمور لأنه بطبيعة الحال فاتهم ذلك المأثور "قل لي من تعاشر أقل لك من أنت"، لا يعقل الذي يستند إلى أمريكا إلى إسرائيل إلى الأعراب وأهل النفاق في المنطقة إلى كل عدو لله ولرسوله هذا لا يمكن أن يكون في موقفه نصرة للإسلام.
ما لأمريكا وللإسلام ما لإسرائيل وللإسلام ما لأؤلئك الأعراب المشهورين بفسادهم وللإسلام؟
في الواقع هناك شيء على كل إنسان متدين أن يبصره، الإمام الخميني رضوان الله تعالى عليه له مقال هي مقياس وميزان للموقع الصحيح للإنسان وللدول وللتنظيمات والحركات، كان يقول "في اليوم الذي ترضى عنا فيه أمريكا يجب أن نعلم أننا على خطأ"، لذلك نحن بحاجة إلى الوعي، الفهم.
متى كانت إسرائيل قادرة على الدخول إلى الدول العربية والإسلامية، متى كانت تستطيع قياداتها أن تدخل إلى تلك البلاد ويُرفع فيها علمها ويعزف فيها نشيدها ويقفون على المنصة الكبيرة في تلك البلاد متى ما يستطيعون ذلك، متى كان هنالك إذعان ورضا بوجود العدو واغتصابه للأرض وعدوانه على الشرف والمال والعرض وكل نواميس الإنسان ومايهم الإنسان، متى كان هذا ممكناً ومتى كان هذا مرضياً؟

وتابع سماحته قوله:
من اول يوم أسست فيه الدولة الغاصبة إسرائيل إلى هذا اليوم كم قرار اتخذه أولئك المستكبرون ضد الشعب الفلسطيني والقضية الفلسطينية، كم قرار اتخذه المستكبرون دفاعاً عن ذبح الشعب الفلسطيني وقتل الشعب الفلسطيني وطرد الشعب الفلسطيني، كم من قرار اتخذه أولئك المستكبرون  في وجه العدوان الإسرائيلي المستمر على الدول المجاورة واقتطاعها لأجزاء من أراضيها عنوة وبالقوة.
الذي يقرأ كل هذا التاريخ من أوله إلى آخره أما آن له بعد سبعين عاماً أو أكثر مضت على قضية فلسطين وعلى مواقف تلك الدول أن يرى ويبصر أن هؤلاء أعداؤنا وهؤلاء هم يخططون لخرابنا ويخططون لتقسيمنا ويخططون لإنهاء كل قضيتنا.

واستعرض سماحته الدول ومواقفها على صفقة القرن:
في صفقة القرن كل أولئك الأعراب من المغرب إلى المشرق وقفوا إما علناً وإما صفقوا تحت الطاولة لهذه الصفقة.
المغرب أثنى على المسعى السياسي لأمريكا في حل القضية الفلسطينية.
هنالك كذبة كبرى تُطلق في هذه الأيام وهي كذبة خطيرة جداً، نحن لن نتخلى عن القدس عن أن تكون عاصمة لدولة فلسطين.
هل من قرار يمكن أن يمر في مجلس الأمن على خلاف مصلحة الدول الكبرى؟ في الواقع لايمكن لذلك أنتم تتحدثون عن شريعة الأمم المتحدة والشريعة الدولية والقانون الدولي.
مَن الدول التي استنكرت حقيقة صفقة القرن؟ المغرب معها، الجزائر وتونس يقولان لا، ولكن هذه "لا" لا تأثير لها لأنهما لا يقدمان شيئاً حقيقياً لهذه القضية.

ثم تطرق سماحته في الحديث عن أن الانسان يجب أن يُعمل عقله في الفهم والوعي بأمور الأشياء مستدلاً بأحاديثٍ من الإمام علي عليه صلوات الله وسلامه:
أمير المؤمنين علي عليه السلام كان يقول: "والعقل حِفظ التجارب" الإنسان العاقل هو الذي يحفظ التجارب التي مر بها والتي مر بها غيره والذين سبقوه.
"بادر الفرصة قبل أن تكون غصة" يجب أن نكون يداً واحدة قبل أن ينهدم كل شيء.
الإمام عليه السلام يصف الخُلَّص من أصحابه: "عقلوا الدين عقل وعافية ورعاية لا عقل سماع ورواية فإن رواة العلم كثير ووعاته قليل"  فالإنسان عليه أن يعقل دينه عقل وعي وعقل دراية ورعاية.

بعد ذلك تحدث سماحته عن العدوان الإسرائيلي الذي استهدف مناطق في سورية:
هذا العدوان تناول مجموعة من الأهداف في البلد، وأدى إلى خسارات سواء كانت مادية أو غيرها.
الذي يؤلمنا أن أصدقاءنا يمنعونا من الرد على الرغم حسب ادّعاءاتهم زودونا بقواعد لصواريخ s300 عملياً  تستطيع أن تسقط الطائرات والصواريخ الإسرائيلية فوق إسرائيل، لماذا إلى الآن لم يُستخدم ذلك؟ نحن دفعنا ثمنه من جيوبنا من ضرائبنا من حياتنا، فيجب أن يستفاد منه.
لذلك نحن بحاجة إلى ردع ذلك العدوان، ولو مرة أو مرتين سوف لن تجرؤ إسرائيل على إعادة الكرّة مرة أخرى، والردع على أساس السن بالسن والعين بالعين عندئذ سترتدع إسرائيل ولن تستطيع أن تفعل شيئاً.

ثم اختتم سماحة السيد عبد الله نظام خطبة الجمعة بالدعاء والصلاة على رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم.


لمتابعة الخطبة كاملة على الرابط التالي:
https://www.youtube.com/watch?v=PxWoK_NRp-E




2020/02/101280طباعةيجب عليك تسجيل الدخول0

مقاطع مختارة

مناسبات شهر محرم

01رأس السّنة الهجريّة
10يوم عاشوراء: استشهاد الإمام الحسين وأهل بيته وصحبه عليهم السلام.
13دفن الإمام وسائر الشهداء. إدخال السبايا على ابن زياد.
25إستشهاد الإمام زين العابدين، عليّ بن الحسين عليهما السلام.