الحرب الاقتصادية على سوريا

title استهل سماحة السيد عبد الله نظام خطبة الجمعة بالحمد والشكر لله تعالى و بالصلاة على أشرف خلق الله محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم.

تحدث سماحة السيد عن الحرب الاقتصادية التي تمر بها البلاد قائلاً:
دخلنا في مرحلة ثانية من الحرب على بلدنا وعلى المنطقة، في البداية كانت هنالك حرب عسكرية أزهقت النفوس وخرّبت البلاد وذهب ضحيتها الكثيرون، وهذه الحرب التي شارفت على نهايتها بدأ أعداؤنا بحرب أخرى وربما يكون أثر هذه الحرب الثانية أشد وطأة من الحرب الأولى هي الحرب الاقتصادية.
هذا الأمر مفروض علينا، هناك واجب فيه على الدولة، أول الواجبات على الدولة أن تبين الحقائق، عندما يعلم الإنسان أن هنالك حرباً مفروضة عليه وأن هنالك حصاراً اقتصادياً مفروضاً عليه، وعليه أن يوائم ويناسب بين الظرف الاقتصادي والحرب الاقتصادية والمعيشية التي يعيشها، عندئذ الإنسان يستعد لنحو من المعيشة فيه شيء من الضيق ويعتقد أن هذا الأمر هو أمر طبيعي لأنه يعيش حالة حرب.

وأشار سماحة السيد أننا نمر بفتنة كبرى ويجب علينا تداركها:
الإمام علي عليه السلام كان يقول: "عجبت لمن لا يجد قوت يومه كيف لا يخرج على الناس شاهراً سيفه"
إذاً نحن أمام فتنة كبرى في الواقع بدأت تدق الأبواب وبدأت تنذر بحضورها ومجيئها، دواؤها هو الاعتراف بالمشكلة، مصارحة الناس، بيان حقائق الأمر أن تخوض الحكومة سياسات واقعية خبيرة بحيث تؤدي إلى حل مشاكل الناس، اول شيء يجب أن يقوموا به أن ينزل أحدهم إلى السوق بنفسه ويشتري حاجات لبيته، هذه التجربة تعطيه صورة عن واقع الحال
نحن لانريد إساءة علاقتنا مع الدولة والمجتمع ولا نريد حصول فتنة في المستقبل وهذا هو ديدننا وقاعدتنا من أول وجودنا في هذا البلد، لكن من الناحية الأخرى علينا أن نلتفت إلى الموارد الموجودة فيه والتي هي رخيصة الثمن والتي يستطيع الإنسان ذو الدخل القليل أن يصل إليها.
وعلى الجمعيات الخيرية أن يبادروا إلى إقامة الندوات والمحاضرات وأن يرشدوا الناس إلى ما يمكن أن يصحح حياتهم المعيشية.

وأوضح سماحة السيد أن هدف إسرائيل وأمريكا هو إضعافنا وخضوعنا:
نحن في الواقع أمام حرب طويلة الأجل، لأنه بالنسبة إلى أعدائنا من الصهاينة والأمريكان وكل الاستعمار العالمي هم يريدون إخضاعنا، وأحد وسائط الإخضاع والتضعيف أن ينفجر الشعب من الداخل، وعندما ينفجر من الداخل سيشترك بهذا الأمر الخطير المعارض والموالي على السواء، هذا الشيء يجب أن تنتبه له الدولة، لأن الكل يكتوون بنار هذه الحرب الاقتصادية، الضائقة المالية، غلاء الأسعار واستحالة العيش، وعندئذ ستخرج الأمور عن السيطرة.
المشكلة أن هذه الحرب سيشارك فيها الكثيرون وسيأتي المستغلون حتى يستغلون تلك الأحداث ويوجهوها الوجهة التي يريدون، وعندئذ ماذا ينفع العاقل عقله إذا جُن قومه.

وأشار سماحته إلى الاستقرار النفسي والاقتصادي مستشهداً بالأحاديث المباركة:
قال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم : "إن الله شرّع للفقراء ما يكفيهم"
وحديث أمير المؤمنين عليه السلام: "والله ما جاع فقير إلا لما مُتع به غني" فإذاً علينا أن نفشي الصدقات فيما بيننا وأولو الأرحام بعضهم أولى ببعض في كتاب الله.
يكذب من يقول أنا أصل رحمي ولكني لا أعلم وضعية معيشتهم، فعلى الإنسان أن يختار بين أن يُصنف قاطع للرحم وبين أن يُصنف مانع الخيرات وكليهما على حد سواء.

الإمام الصادق عليه السلام كان يقول: "إذا أردتُ وأريد لي من الله غيره عرفت أن المُدبر غيري" أي أيقنت أن الذي يدبر في الواقع هو الله عز وجل وليس الذي يدبر ويهيئ هو أنا.
كل الوجود والخليقة من الله عز وجل، أنت ماذا تملك أيها الإنسان؟ لا تملك حتى نفسك.
لذلك نحن بحاجة إلى ثقافة الصدقة.

ثم اختتم سماحة السيد عبد الله نظام خطبة الجمعة بالدعاء والصلاة على رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم.

لمتابعة الخطبة كاملة على الرابط التالي:
https://www.youtube.com/watch?v=79OooJisVi0
2020/01/21882طباعةيجب عليك تسجيل الدخول1

مقاطع مختارة

مناسبات شهر محرم

01رأس السّنة الهجريّة
10يوم عاشوراء: استشهاد الإمام الحسين وأهل بيته وصحبه عليهم السلام.
13دفن الإمام وسائر الشهداء. إدخال السبايا على ابن زياد.
25إستشهاد الإمام زين العابدين، عليّ بن الحسين عليهما السلام.