مواقع التواصل الاجتماعي وضررها على الأبناء

title استهل سماحة السيد عبد الله نظام خطبة الجمعة بالحمد والشكر لله تعالى و بالصلاة على أشرف خلق الله محمد صلى الله عليه وآله وسلم.

تابع سماحة السيد حديثه عن مساوئ مواقع التواصل الاجتماعي وضررها على الأبناء، مخصصاً الحديث عن الاستفسارات التي تطرح في العقول نتيجة هذه المواقع:
أفرد اليوم الحديث عن قضية مايدور في الأذهان من تساؤلات بفعل هذه الوسائط، من إلقاء الشكوك في نفوس الأبناء بحيث أن هؤلاء يشكون في عقيدتهم، يشكون في أمور دينهم، يشكون في أمور حياتهم الاجتماعية، في قضايا أوطانهم، بحيث لا تكون أمامهم قضية واضحة، وهذه من الأمور الخطيرة جداً في الواقع.
وكثير من الأحيان نرى أن الحوار المنزلي أصبح أمراً ملغياً... انقطاع الحوار المنزلي من جهتين: من جهة أولى: الكل منشغل بوسائل التواصل الاجتماعي بين يديهم فلا فرصة للكلام فيما بينهم.
من جهة ثانية: إن الأبناء عندما يسألون آباءهم عن بعض المشكلات التي تحصل لهم أو عن بعض التساؤلات التي تدور في أذهانهم لا يحصلون على الجواب الذي يُشبع طموحهم أو يجيب على تساؤلاتهم بشكل واقعي وصحيح، لأنه في كثير من الأحيان الآباء لا يستطيعون الإجابة على تلك التساؤلات.

وأعطى سماحته مثالاً عن عدم معرفة الآباء الإجابة أحياناً على تساؤلات الأبناء عندما أشار إلى سؤال أحدهم لسماحة السيد في إحدى الخطب عن رفع الله للسيد المسيح عليه السلام وعدم اتباع نفس الأسلوب بالنسبة للإمام الحسين عليه السلام فأجاب:
بالنسبة لي كانت الإجابة على هذا النحو: هنالك فرق بين السيد المسيح عليه السلام وبين الإمام الحسين عليه السلام، لا اتكلم هنا عن المرتبة وعن الفضيلة، أتكلم عن الوظيفة وعن الدور الذي يراد لعيسى عليه السلام أن يعمله والذي يراد من الحسين عليه السلام أن يعمله، يوجد فرق بين الدورين.
عيسى عليه السلام خلقه معجزة، بُعث نبياً إلى بني إسرائيل، آمن به بعضهم، كفر به بعضهم، بعض المنافقين من الذين كانوا حوله وَشوا به إلى الرومان... والذي كان يريده الرومان هو قتل السيد المسيح عليه السلام، والقضاء على دعوته.
الله عز وجل رد على هذا الكيد بما يناسبهم، أنتم تريدون القضاء عليه أنا سأنجيه، والله عز وجل هو الغالب على أمره ونجا المسيح عليه السلام وأصعده الله تعالى إليه في معجزة أخرى تعادل معجزة مجيئه إلى هذه الدنيا من السيدة مريم العذراء عليها السلام دون أن يمسسها بشر.

وتابع سماحته في الحديث عن الإمام الحسين عليه السلام:
الحسين عليه السلام مسألة أخرى، طبيعة درسه، طبيعة دوره يستلزمان شهادته، إذا لم يستشهد الإمام الحسين عليه السلام ولم يقدم تلك التضحية العظيمة التي قدمها ما كان عندنا درس في التضحية في سبيل الله، يوجد مسألة أراد الله أن يبينها للبشر من خلال موقف إمام معصوم، هذه المسألة ترتبط بالشهادة، ترتبط بالثبات على الدين مهما بلغ الأمر، هذه المسألة ترتبط أن على الإنسان أن يقدم الغالي والرخيص وكل ما يملك في هذه الحياة الدنيا في سبيل ربه، هنالك تضحية وعطاء لا نهاية له هذا الذي ينبغي أن يكون عليه الحال لأن تثبيت أمر الدين لا يعدله أهمية في الحياة الدنيا.

وتابع سماحته:
فرق بين الدورين، هذا الفرق بين الدورين هو الذي جعل معالجة الموقف الصعب في تلك القضيتين تختلف إحداهما عن الأخرى.
بطبيعة الحال هذا الكلام يحتاج إلى تفكر وتدبر.

وأشار إلى سبب عدم امتلاك الآباء إجابات لتساؤلات أبنائهم قائلاً:
الآباء في معظم الأحيان لا يملكون جواباً، وبالتالي عندما الآباء لا يملكون جواباً يجيبون جواباً خاطئاً، واذا تكرر هذا الأمر عدة مرات سيؤدي إلى إقلاع الولد عن سؤال أمه وأبيه.
سبب هذه القضية هو جهل الآباء، لأنه نحن في مجتمعنا بشكل عام اعتدنا على عدم السؤال، فكل مايدور في ذهن الأب عن مسائل دينية، اجتماعية، عقائدية وكل مايدور في ذهنه من تساؤلات هو يخجل السؤال عنها، وعندما يخجل من السؤال عنها يبقى جهله في داخله لا يريد أحداً أن يطّلع عليه أنه هو يشك بالقضية الفلانية أو عنده تساؤل في المسألة الفلانية لكن بالنتيجة يجب أن يعلم الإنسان أن هذا ينعكس على إيمانه، ينعكس على طبيعة التزامه، ينعكس على تربية أبنائه، على تربية أسرته، على التصدي للمشكلات التي يمكن أن تحصل و على التصدي للشبهات التي يمكن أن تُلقى، كل هذا في الواقع مبني على التعلم، مبني على السؤال حتى يعلم الإنسان بما يجيب.

وأوضح سماحة السيد أن الله عز وجل نبه إلى هذه القضية في كتابه الكريم، كما أعطى دليلاً من أحاديث الرسول صلى الله عليه وعلى آله وسلم:
قال تعالى: "وما أرسلنا من قبلك إلا رجالاً نوحي إليهم فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون".
يعني يا أيها الذين تشككون اسألوا الذين يعلمون، اسألوا أهل الكتاب السابقين، الله عز وجل أحال الذي لا يعلم على الذي يعلم.
نبينا صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال: "العلم خزائن و مفاتيحه السؤال" فلا بد للإنسان أن يسأل حتى يتعلم.
الذي يجلس في مجلس العلم يَسأل ويُسأل ويجيب ويحاور، بطبيعة الحال يزداد علمه لأنه سوف يستمع إلى أقوال وآراء الحاضرين وبين هذه الآراء والأقوال الكثير من الحكمة أحياناً، الكثير من الصواب أحياناً، لفت النظر الى بعض المسائل التي لم يلتفت إليها حتى المتكلم أو السائل، هذه الجلسات في الواقع جلسات مباركة.

ثم اختتم سماحة السيد عبد الله نظام خطبة الجمعة بالدعاء والصلاة على رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم.


لمتابعة الخطبة كاملة على الرابط التالي:
https://www.youtube.com/watch?v=S4b13848vw0


2019/12/091358طباعةيجب عليك تسجيل الدخول1

مقاطع مختارة

مناسبات شهر جمادى الثاني

03شهادة السيدة فاطمة الزهراء عليها السلام
20ولادة السيدة فاطمة الزهراء عليها السلام