title
استهل سماحة السيد عبد الله نظام خطبة الجمعة بالحمد والشكر لله تعالى و بالصلاة على أشرف خلق الله محمد صلى الله عليه وآله وسلم.
تحدث سماحة السيد في خطبة الجمعة عن الارتباط بين التكليف والمسؤولية، قائلاً:
ربنا جل شأنه عندما كلّف الإنسان بتكاليف لم يكلّفه عبثاً ولم يكلّفه حتى يفعل الإنسان مايريد كيفما اتفق دون أن يتحمل مسؤولية عمله الذي يقوم به، وبالتالي فإن الإنسان هو مسؤول في الواقع عن عمله، عن قوله، عن لسانه، عن فعله، عن نظره، عن كل حاسة من حواسه، عن كل ما يبديه في هذه الحياة الدنيا، والله جل شأنه قد جعل لكل شيءٍ قانوناً وحكماً لا بد أن يرجع إليه الإنسان وأن يلتزم به.
أنت كمسؤول ما الدور الذي عليك أن تقوم به في دنياك وما طبيعة المراقبة التي ينبغي أن تراقبها لنفسك طالما أنك مسؤول عن قولك وفعلك؟
هنالك تحذير للإنسان "ياأيُّها الإنْسانُ إنَّكَ كادِحٌ إلى رَبِّكَ كَدْحًا فَمُلاقِيهِ" فإذاً هنالك سعيٌ، وهنالك جهدٌ نتيجة هذا الجهد والتعب هو لقاء الله عز وجل، فإذاً فلتحسن لقاء ربك أيها الإنسان.
وتابع سماحة السيد، قائلاً:
الذي يجعل الإنسان يتحمل الصعوبات ويتحمل الأذى هو ذلك الموقف الذي يقفه الإنسان بين يدي ربه، لو كان هذا الأمر حاضراً في نفس أولئك ما وقفوا تلك المواقف، لذلك هذا إن كشف عن شيء فإنما يكشف عن عدم إيمان أولئك المطبِّعين، يكشف عن كفرهم وليس فقط عن خيانتهم، لأن هؤلاء لو كان فيهم ذرة من الإيمان لَما قتلوا أهلهم وأبناء دينهم وأبناء جلدتهم، لَدافعوا عن أعراضهم وعن أحسابهم وعن أرضهم، عن عزتهم، وعن كرامتهم، لذلك نجد أن هؤلاء باعوا كل شيء في سبيل حُطَامٍ من حُطَام هذه الدنيا هو حُطَام زائل مهما امتدت أيامه سيزول.
الذين ضحوا، واستشهدوا، وقدموا ماعندهم فهولاء في الواقع إنما وفَّوا بعهدهم لله عز وجل.
وذكر سماحة السيد عن ذكرى شهادة السيدة فاطمة الزهراء عليها السلام، قائلاً:
هذه المرأة العظيمة الحوراء الأنسية لها دور كبير في حياة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، ولها دور في حياة أمير المؤمنين عليه السلام، وهي أم الأئمة المعصومين عليهم أفضل الصلاة والسلام.
سيدتنا فاطمة صلوات الله عليها كان لها دور المشاركة في غزوات رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في إسعاف الجرحى، في إنقاذ بعض المصابين، في كل ما فيه خدمة للإسلام والمسلمين.
وقد مضت عليها الصلاة والسلام إلى ربها وهي غاضبة لِمَا تعرفه من حق زوجها ومن حقها عند المسلمين وكانت ترى أن القوم انحازوا عما هي تراه حقاً لها فوقفت جاهدةً، ساعيةً مع الخلفاء مخاطبةً للأنصار تطالب بحقها، بحق زوجها إلى أن وافتها المنية صلوات الله عليها.
هذه المرأة هي أسوة لنسائنا، ينبغي على نسائنا أن يتحمّلن الظروف الصعبة التي تعيشها أسرهم، تعيشها أزواجهم التي تفرضها الظروف المفروضة على أمتنا بحيث يكون التحمّل والصبر هو أساس المعاملة بين الزوجين وفي الحفاظ على كيان الأسرة.
ثم اختتم سماحة السيد عبد الله نظام خطبة الجمعة المباركة بالدعاء والصلاة على رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم.