المنهج الحسيني

title

استهل سماحة السيد عبد الله نظام خطبة الجمعة بالحمد والشكر لله تعالى و بالصلاة على أشرف خلق الله محمد صلى الله عليه وآله وسلم.

تحدث سماحة السيد في خطبة الجمعة عن ما بعد كربلاء وعن مسؤوليتنا عن ما بعد كربلاء، قائلاً: 

لا زلنا نعيش أيام كربلاء فبعد أيام يأتينا أربعون الإمام الحسين عليه السلام، كربلاء هذه الواقعة المؤلمة التي مضت وانقضت بحوادثها وفظائعها ولكنها لا تزال مستمرة باقية.
نحن في أيامنا هذه عاينا من ظلم ووحشية أولئك الخوارج الذين كانوا في أصلاب الرجال، فالدواعش والنصرة وأمثال هؤلاء هم تلك البقية التي بقيت في أصلاب الرجال ذات الفكر وذات المنهج، لذلك الفكر لا يموت ولا يفنى ما يهم هو كيفية التعامل مع هذا الفكر.
لنسأل أنفسنا ماذا بعد كربلاء؟؟؟ 
ما بعد كربلاء هو استمرار لكربلاء، هي رمزية الصراع بين الحق والباطل في كل زمان و مكان، إما هو حفظ لكربلاء وإما هو تضييع لكربلاء، إما أن نكون من الفئة التي دعمت ونصرت وآزرت الإمام الحسين عليه السلام أو أن نكون من الذين يقتلون الإمام الحسين عليه السلام في كل أرض وفي كل زمان. 
ما بعد كربلاء نطالب أصحاب وأنصار الحسين والذين يدّعون أنهم مع الحسين والذين يقولون يا ليتنا كنا معكم فنفوز فوزاً عظيما هؤلاء مطالَبون بإقامة المنهج، بتثبيت الحق، مقاومة الظلم والمعتدي، وبإعزاز أمر الدين. 
ما بعد كربلاء يشبه ما كان عليه الواقع في كربلاء وذات المحنة وذات الخصومة، علينا أن نكون مع الحسين عليه السلام. 
نحن بحاجة أن نهذّب أنفسنا، أن نعدّها، أن نعلّمها على أن الانتماء إلى الله عز وجل، إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم هو الانتماء الحق. 
الحياة هي عزيزة ومحببة للإنسان والإنسان الذي يفكر بنحوٍ صحيح هو الذي يختار الحياة الدائمة الأبدية السعيدة ويضحي بالحياة الزائلة لأجل تلك الحياة الأبدية السعيدة.  
لِمَ لا تحاول أن ترجع إلى ربك وأن ترضي ربك وأن تتوب إليه وأن تمضي على الطريقة التي يحبها الله عز وجل؟ كيف نفكر فكراً صحيحاً في أيامنا القادمة؟؟ لذلك مابعد عاشوراء هو في الواقع لا يقل في خطورته ومسؤوليته ودقته عما كان في أيام عاشوراء والطريق الأول هو أن يهذّب الإنسان نفسه وأن يعدّها للمسير على طريق الله عز وجل. 


ثم ذكر سماحة السيد عن تعزيز الانتماء والتقرّب من الله عز وجل ورسوله صلى الله عليه وآله وسلم وآل البيت عليهم السلام:
تحقيق مسؤوليتنا والقيام بها ما بعد كربلاء هو تعزيز الانتماء، الانتماء من النمو ويعني الزيادة أن ننتمي إلى آل البيت يعني أن نزداد قرباً وأن نزداد تمسكاً لآل البيت عليهم أفضل الصلاة والسلام. 
هذا الانتماء له تجليات متعددة في حياتنا أولها في تربية أبنائنا، أن نربي أبناءنا على حب الله وحب رسوله صلى الله عليه وآله وسلم وآل بيته عليهم السلام وتلاوة القرآن.
أنت قوي في انتمائك في عقيدتك لكنك فرد واحد، ستصبح قوياً بإخوانك، عليك أن تُمَتِّن الارتباط بأهلك، بعشيرتك، بأصدقائك، بأبناء بيئتك ومحيطك، هذا أيضاً بناء مجتمعي في هذه القضية ، كذلك علينا أن ننمي في أنفسنا إيثار ربنا عز وجل وأهلنا وعشائرنا على دنيانا، الإيثار أيضاً هو من المعزز للانتماء.
التعبير عن هذا الانتماء تعبيراً عملياً، لا يكفي أن يكون الإيمان شيئاً قلبياً، الإيمان هو شيء قلبي وعمل يصدق ذلك الإيمان. 
عملية الانتماء هي من النمو من التربية والتربية دوماً تعتني بالخصال المطلوبة ومحاولة إبعاد الخصال المنبوذة وغير المطلوبة. 
بقدر ما نلتفت إلى أنفسنا وإلى أبنائنا وأهلنا و عشائرنا نكون من المُنتَمين الصادقين ونكون مع الذين يسيرون مع الحسين عليه السلام "يَوْمَ لَا يَنفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ، إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ".

ثم اختتم سماحة السيد عبد الله نظام خطبة الجمعة المباركة بالدعاء والصلاة على رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم.





 

2023/09/03500طباعةيجب عليك تسجيل الدخول0

مقاطع مختارة

مناسبات شهر رجب

01مولد الإمام محمد الباقر (عليه السلام)
02مولد الإمام علي بن محمد الهادي (عليه السلام)
03شهادة الإمام علي بن محمد الهادي (عليه السلام)
10مولد الإمام محمد بن علي الجواد (عليه السلام)
13مولد الإمام علي بن أبي طالب أمير المؤمنين (عليه السلام)
15وفاة السيدة زينب الكبرى (عليها السلام)
20 استشهاد الامام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام)
27المبعث النبوي الشريف