من عرف نفسه فقد عرف ربه

استهل سماحة السيد عبد الله نظام خطبة الجمعة بالحمد والشكر لله تعالى و بالصلاة على أشرف خلق الله محمد صلى الله عليه وآله وسلم.

أشار سماحة السيد في الخطبة الشريفة إلى أنه سيتم البدء بالحديث عن أبحاث العقيدة الإسلامية والتي تمثل التصوّر الأساس والمنطلَق الذي يوجه الإنسان في حياته العملية، قائلاً:
أهم سؤال يسأله الإنسان يسأله لنفسه هو من أنا؟
أي يريد أن يحدد الطريق بواسطة هذا السؤال لأنه هنا يوجد تعريف للإنسان بحقيقته، بجوهره، بحقيقة وجوده ..... فإذا عرف الإنسان نفسه عرف ربه عز وجل، لأنه عندما ينظر الإنسان إلى نفسه ويرى أنه عبدٌ مخلوق ضعيف بحاجة إلى ربه في كل أمره عندئذٍ هذا الإنسان يتوجه إلى ربه عز وعلا.
ربنا جل شأنه في كتابه الكريم أشار إشارة إجمالية إلى مسألة العقيدة فقال عزّ من قائل: " آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْهِ مِن رَّبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ ۚ كُلٌّ آمَنَ بِاللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّن رُّسُلِهِ ۚ وَقَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا ۖ غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ" في هذه الآية المباركة يبيّن أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم آمن بما أنزل إليه من ربه عز وجل أي بمعنى أنه مؤمنٌ بربه عز وجل أولاً ومؤمنٌ بالذي أُنزِلَ عليه من عند ربه تعالى ثانياً وإلا لولا الإيمان بالله عز وجل لما كان هنالك معنىً للإيمان أو للقول بأن شيئاً أُنزِل عليه من ربه.
من لوازم الإيمان أن الإنسان كما قال أشهد أن لا إله إلا الله وأنّ محمداً صلى الله عليه وآله وسلم رسول الله عليه أن يقول ويشهد أنّ الملائكة حق وأنّ الكتب السماوية السابقة حق والأنبياء السابقون أيضاً هم حق، فنحن نعتقد بالنبوات السابقة والكتب السماوية التي نزلت على الأنبياء ونعتقد بما أنزله الله عز وجل، أي نعتقد بالتوراة التي أنزلها الله عز وجل وليست بالتي موجودة بين أيدي الناس.

وتابع سماحة السيد، قائلاً:
في شكرنا لله عز وجل نستخدم شيئاً قليلاً مما أعطانا ووهبنا الله عز وجل، لذلك في الحقيقة أن نؤدي الله تعالى حقه لا نستطيع أن نفعل ذلك، كل من فسّر الآية المباركة " الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ" يقول الحمد لله كما يستحقه وكما هو أهله لا نستطيع أن نقدّر أو نحدّد حمداً وشكراً لله عز وجل لذلك نحن نقول لربنا " قل رَبَّنَا وَلا تُحَمِّلْنَا مَا لا طَاقَةَ لَنَا بِهِ" أي تقبّل منا ذلك القليل الذي نقدر عليه.
في الواقع الله عز وجل كلّفنا القليل ووعدنا عنه ثواباً كثيراً ومغفرةً عظيمةً لكن الشيء الأساس أن نقوم بهذا القليل الذي كلّفنا الله عز وجل به، المسألة هنا هل نقوم بهذا القليل أم لا؟ الإنسان إن كان يظن أنه دون أيّ عملٍ سيصل إلى الجنة هذا وهمٌ، لكن مع العمل القليل نعم.
فلذلك لا بد أن نحسّن أعمالنا، أن نحاسب أنفسنا أن نرجو رحمة ربنا في نهاية المطاف إن شاء الله.

ثم اختتم سماحة السيد عبد الله نظام خطبة الجمعة المباركة بالدعاء والصلاة على رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم.

لمتابعة الخطبة كاملة على الرابط التالي:

https://www.youtube.com/watch?v=bOuz47Sb7As