title
استهل سماحة السيد عبد الله نظام خطبة الجمعة بالحمد والشكر لله تعالى و بالصلاة على أشرف خلق الله محمد صلى الله عليه وآله وسلم.
قدم سماحة السيد تعازيه لضحايا الزلزال الذي ضرب بآثاره وتهديمه حلب واللاذقية وحماه:
هذا الزلزال الذي لمستم أثره في دمشق حيث ارتجت الأرض وزلزلت ونحمد الله عز وجل أنه لطُف بنا، لم نُصب بخسائر بالأرواح وإن كانت هنالك بعض الخسائر المادية.
هذا الأمر يعيدنا في الواقع إلى التذكير بما ذكرناه من خُطَبٍ سابقة أنّ الله عز وجل أنزل هذا الدين ليصنع أمة والأمة هي مجموعة متماسكة من الناس لا يمكن أن تكون الأمة مجرد أفراد متفرقين، بل لا بد أن يكونوا مجتمعين وبالتالي جعل أسساً لذلك الاجتماع بقوله عزّ من قائل في كتابه الكريم:
وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلا تَعَاوَنُوا عَلَى الإثْمِ وَالْعُدْوَانِ " وبيّن رسوله صلى الله عليه وآله وسلم توصيفاً وطريقاً إلى ذلك عندما قال: " المؤمن للمؤمن كالبنيان المرصوص يشد بعضه بعضا" أي هو بناء متماسك في عناصره لذلك هو يشد بعضه بعضا.
الوقوف في وجه الزلازل من الناحية الهندسية هي على هذا المبدأ، عناصر البناء المقاوم للزلزال هو الذي يشد بعضها بعضا بحيث هذا الجزء يتصل بذاك وذاك يتصل بهذا وكل واحد عنده من القوة ما يستطيع أن يعين الآخر بحيث تتعاضد عناصر البناء وتحميه من الانهيار.
كم هو شعورك عندما ترى أن هنالك أكثر من عشرين مليون من أبناء بلدك هم جميعاً يهتمون بمصيبتك، يؤازرونك، يقفون إلى جانبك، ما الفرق بين هذه الصورة وصورة أخرى؟ إذا كنت ترى أن أفراداً قليلين هناك هم الذين سيؤازرونك ويهتمون بأمرك كم هو الفارق بين الصورتين؟ .
لذلك من هذه الجهة نحن لا بد أن نساهم في إطار النسيج العام، في إطار المصاب العام، يجب أن يكون لنا مجموعة من الاهتمامات في أُطُر متعددة، في إطارٍ عام وفي إطارٍ خاص.
أهيب بكم جميعاً أن تبادروا، أن تتبرعوا، أن تدعموا جهود معونة الأهل هناك، أؤكد لكم وأعيد مرة ثانية، الألم الشديد يكون بعدما تبرد الجراح.
وتابع سماحة السيد، قائلاً:
لذلك من هذه الناحية أدعوكم إلى المؤازرة والدعم في هذا المجال ونبيّنا صلى الله عليه وآله وسلم قال: "تصدّقوا ولو بِشِق تمرة" فلا عذر لأحدٍ منكم في عدم التصدق.
نحن مدعوون للمؤازرة ونجدة أهلنا في بلدنا وهذا البلد الكريم إذا تآزر أهله وتعاضدوا استطاعوا أن ينهضوا به، أن يعيدوا بناءه أن يرمموا كل فجوةٍ فيه وأن يتخلصوا من كل أزمة ومن كل قضية.
وتوجّه سماحة السيد بالشكر الخاص لأبناء الأهالي الصغار وتفاعلهم مع موضوع الزلزال، متوجهاً إليهم بعبرات امتنان لتآزرهم وتماسكهم:
تفاعل الأطفال هو أخلص من تفاعل الكبار، الطلاب في المدارس هم يحمّسون بعضهم بعضاً، ينادي بعضهم بعضاً، حتى يجمعون شيئاً، يرتبون الأمور، حريٌ بنا نحن الكبار أن نفكر بذات الطريقة وأن نعمل ما نستطيع في هذا المجال.
ثم اختتم سماحة السيد عبد الله نظام خطبة الجمعة المباركة بالدعاء والصلاة على رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم.
لمتابعة الخطبة كاملة على الرابط التالي:
https://www.youtube.com/watch?v=C10GwApMYDI