القواعد الأساسية للمجتمع الإسلامي السليم

title

استهل سماحة السيد عبد الله نظام خطبة الجمعة بالحمد والشكر لله تعالى و بالصلاة على أشرف خلق الله محمد صلى الله عليه وآله وسلم.

تحدث سماحة السيد في خطبة الجمعة عن القواعد الأساسية لبناء مجتمع مسلم سليم معافى، قائلاً:
ربنا جل شأنه في كتابه الكريم ذكر لنا بعض النماذج وبعض الآيات حول كيف يمكن أن يتحقق المجتمع القوي الطاهر والنظيف؟ يقول:" يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ (102) وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا ۚ وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا وَكُنتُمْ عَلَىٰ شَفَا حُفْرَةٍ مِّنَ النَّارِ فَأَنقَذَكُم مِّنْهَا ۗ كَذَٰلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ (103) وَلْتَكُن مِّنكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ ۚ وَأُولَٰئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (104) وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ تَفَرَّقُوا وَاخْتَلَفُوا مِن بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْبَيِّنَاتُ ۚ وَأُولَٰئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ "
هذه الآيات المباركات إذا التزم بها المسلمون تحقق لهم الهدف الرباني لبناء المجتمع المسلم، يعني يكون عندهم في نهاية المطاف مجتمع طاهر قوي نظيف.
فالله عز وجل بدايةً يخاطب الذين آمنوا يقول لهم " اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ.." فالمطلوب من الإنسان المؤمن أولاً أن يتقي الله تقوى حقيقية كاملة شاملة ليس فيها تبعيض، ليس فيها تجزئة، بحيث أنه يتقي الله ويخشاه في موضع، ولا يتقه ولا يخشاه في موضع آخر.
يذكر الله سبحانه وتعالى بهذه النعمة الكبرى إذ يقول عز وعلا: "ۚ وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا "
يقتل بعضكم بعضاً، يسلب بعضكم بعضاً، ألّف بين قلوبكم وجعلها تأتلف على أمر واحد هو هذا الدين، الله عز وجل جعلكم تعيشون حياة هادئة مستقرة، آمنة، فيها القوة، فيها المنعة، فيها الأخوة، فيها المحبة، ألّف بين قلوبكم جمعكم على أمر واحد وهذا من الأمور المهمة جداً.
سواء كان المجتمع يعمل الخيرات أو لا يعمل الخيرات لا بد أن تكون هنالك جماعة تدعو إلى الخير.

وأوضح سماحة السيد الفرق بين الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وبين الدعوى إلى الخير، قائلاً:
الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر غير الدعوى إلى الخير، الدعوى إلى الخير أن كل ما يكون له مصلحة للمسلمين تدعو إليه، الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر هو في موضع الخلل، الدعوى إلى الخير أعم تتم في موضع الخلل وفي غير موضع الخلل حتى في موضع العمل التام الصالح الجيد الذي لا إشكال فيه مع ذلك هنالك دعوى إلى الخير.
هؤلاء الذين تفرّقوا واختلفوا لهم عذابٌ عظيم، الله عز وجل يبيّن أنه إذا تفرّقتم واختلفتم رجعتم من حالة الألفة بين قلوبكم إلى حالة العداوة ورجعتم إلى حالة أنكم على شفا حفرةٍ من النار فلذلك لاحظوا التفرّق كم هو له نتائج سيئة في الواقع، في جميع الحالات التفرّق هو أمر مذموم عند الله عز وجل.
لذلك في الواقع عندما نقول إنّ الله عز وجل يريد من تشريعاته لإيجاد مجتمع هذا المجتمع يكون ظاهراً ويكون نظيفاً ويكون قوياً، فلا بد للمؤمنين أن يحفظوا وحدة كلمتهم بالقول وبالفعل حيث لا يقول أحد ولا يتصرف أحد ما يسبب النزاع والشقاق بين المسلمين.

ثم اختتم سماحة السيد عبد الله نظام خطبة الجمعة المباركة بالدعاء والصلاة على رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم.



لمتابعة الخطبة كاملة على الرابط التالي:

https://www.youtube.com/watch?v=-r1hSgZosYc

 

2023/01/29512طباعةيجب عليك تسجيل الدخول0

مقاطع مختارة

مناسبات شهر ذي القعدة

11ولادة الإمام علي بن موسى الرضا(عليه السلام)
30شهادة الإمام الجواد محمد بن علي التقي (عليه السلام)