الترابط المجتمعي

title
استهل سماحة السيد عبد الله نظام خطبة الجمعة بالحمد والشكر لله تعالى و بالصلاة على أشرف خلق الله محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم.

تحدث سماحة السيد في خطبة الجمعة عن الاستلاب وما يترتب عنه من نتائج:
صمت الأمة الإسلامية في جميع أصقاع العالم الإسلامي في المدينة، في مكة، في البصرة، في بلاد الري وإيران، في مصر، في بلاد المغرب، في بلاد الشام وفلسطين، كل العالم الإسلامي قابَلَ قتل الإمام الحسين عليه السلام بدم بارد وبمنتهى السكون والهدوء، ما أحد قال كلمة، ما أحد عمل ردة فعل على ذلك القتل، السبب هو الاستلاب و الفصل بين الناس وبين مبادئهم وقيمهم، هذا الاستلاب له امتداد عبر الزمان والمكان، نحن الآن في هذا الزمان وفي الأزمنة التي سبقت وفي الأزمنة التي ستلحق، كلٌّ من له عداء مع الإسلام ومع الأمة الإسلامية يعمل على تحقيق هذا الاستلاب يعمل على تحقيق هذا الفصل بين الإنسان وبين مبادئ الإنسان، لذلك أولئك الذين كانوا في ساحة كربلاء لم يحرّكهم شيئاً، الإمام الحسين عليه السلام كان يناديهم يقول لهم: "ألستُ ابن بنت نبيكم، أما تعلمون أنه لا يوجد على ظهر هذه الأرض ابن بنت نبيٍ غيري!!".
بطبيعة الحال لا بد أن نلتفت أن الذي له هدف سيّئ لا يُعلِن هدفه، هو يزيّن أهدافه يعني على سبيل المثال الذين يدعون إلى تلك الانحرافات الأخلاقية يقولون: أي مشكلة؟ هذه حرية شخصية، حرية الإنسان، الإنسان حر لما يريد.

وتابع سماحة السيد:
الإيمان بالله هو الأساس في صمود الإنسان، الإيمان بالنبوة، بالقرآن، بالوحي، بالإمامة هو الأساس في تثبيت معالم الدين.
هشام بن الحكم (وهو كبير متكلمي الشيعة ومن تلامذة وأصحاب الإمام الصادق عليه السلام) التقى ذات يوم بعبد الكريم بن أبي العوجاء (وهو كبير الملاحدة في زمانه)، تحاور الاثنان قال له عبد الكريم: يا هشام إن غلبتك تدخل في ديني، وإن غلبتني أدخل في دينك، التفت إليه هشام قال له: ما أنصفتني، إن غلبتك أنا تدخل أنت في ديني، هذا صحيح، لكن إن غلبتني أنت فأنا أرجع إلى إمامي، وأقول لإمامي: فلان قال لي كذا وكذا أنا لم أعرف الجواب علّمني ما الجواب؟ أنا لي إمام أرجع إليه.
الفائدة في قضية المرجعية هي شبيه بهذا الأمر، هنالك أمر أنت لا تعرفه لم تحط به علماً، إن كنت تعرف الأجوبة الصحيحة لا بأس به، إن كنت لا تعلم لا بد أن ترجع إلى مَنْ يعلم، فهذه من الأمور التي لا بد أن نلتفت إليها، لا بد أن نعمل شيئاً نقف في وجه هذا الاستلاب الذي يحصل، بالنتيجة هكذا.
المشكلة في القضية الاجتماعية هي الأهواء أي أنا أحب أو لا أحب، أميل إلى هذا الشيء أو لا أميل إلى هذا الشيء، ربنا جلّ شأنه في كتابه الكريم عالج هذه النقطة قال: " وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُم بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ ۖ وَلَا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ۖ وَلَا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَن ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطًا" خلاصة الكلام الذي ذكره الله عز وجل في هذه الآية المباركة لا مجال للهوى لِما تحب لِما تهوى لِما ترغب يجب أن تصبر ولو كان هذا على خلاف هواك، على خلاف ما تشتهي نفسك ... كل هذه القضايا لا قيمة لها، الرابطة الأساسية هي رابطة الإيمان وعليك أن تحمل نفسك على هذه الرابطة.
  لا بد أن نحدد ما الإنسان أولاً؟ أي أحد يقول لك هذه حرية شخصية؟ قل له: حرية مَنْ؟ حرية الإنسان؟ دعنا نعرّف الإنسان أولاً بعد ذلك نتحدث عن حريته، فالمناقشة الأصلية ليست في الحرية إنما في تعريف الإنسان.
ثم اختتم سماحة السيد عبد الله نظام خطبة الجمعة المباركة بالدعاء والصلاة على رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم.



لمتابعة الخطبة كاملة على الرابط التالي:

https://www.youtube.com/watch?v=ldO33iuSWw0 

2022/09/26435طباعةيجب عليك تسجيل الدخول0

مقاطع مختارة

مناسبات شهر جمادى الثاني

03شهادة السيدة فاطمة الزهراء عليها السلام
20ولادة السيدة فاطمة الزهراء عليها السلام