title
استهل سماحة السيد عبد الله نظام خطبة الجمعة بالحمد والشكر لله تعالى و بالصلاة على أشرف خلق الله محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم.
تحدث سماحة السيد عن عيد الغدير المبارك عيد تنصيب أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام ولياً وإماماً للمسلمين وخليفةً لرسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم:
قصة الغدير تتحدث عن عودة النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم من حجة الوداع ووصوله إلى غدير خم في طريقه إلى المدينة المنورة، أمر الرسول عليه الصلاة والسلام أن يجعلوا له منبراً من أقتاب الإبل ثم صعد عليه وحدّث الناس بادئاً بقوله :"ألستُ أَولى بكم من أنفسكم، قالوا: اللهم بلى، قال: اللهم اشهد عليهم أنهم شهدوا أنني أَولى بهم من أنفسهم" ثم قال بعد ذلك "اللهم من كنت مولاه فهذا عليٌّ مولاه، اللهم والي من والاه وعادي من عاداه وانصر من نصره واخذل من خذله وأدر الحق معه حيثما دار" هذه المقولة من النبي صلى الله عليه وآله وسلم ابتدأها بما حدّث عنه القرآن الكريم وهو قوله عزّ من قائل: " ٱلنَّبِيُّ أَوۡلَىٰ بِٱلۡمُؤۡمِنِينَ مِنۡ أَنفُسِهِمۡۖ وَأَزۡوَٰجُهُۥٓ أُمَّهَٰتُهُمۡۗ وَأُوْلُواْ ٱلۡأَرۡحَامِ بَعۡضُهُمۡ أَوۡلَىٰ بِبَعۡضٖ فِي كِتَٰبِ ٱللَّهِ مِنَ ٱلۡمُؤۡمِنِينَ وَٱلۡمُهَٰجِرِينَ إِلَّآ أَن تَفۡعَلُوٓاْ إِلَىٰٓ أَوۡلِيَآئِكُم مَّعۡرُوفٗاۚ كَانَ ذَٰلِكَ فِي ٱلۡكِتَٰبِ مَسۡطُورا " شهدوا أن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم أَولى بالمسلمين من أنفسهم، أي أنه يستطيع أن يختار لهم الشيء الذي يريد وعليهم أن يلتزموا ويطيعوا فيما اختاره النبي عليه أفضل الصلاة والسلام.
هنالك مسألة يجب أن نلتفت إليها عندما يقول الرسول الأكرم "مَثَل أهل بيتي فيكم كمَثَل سفينة نوح مَن رَكِبها نجا ومَن تَخلَّف عنها غَرِق" وعندما يقول "إني تارك فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا بعدي أبدا، كتاب الله وعترتي أهل بيتي فإنهما لن يفترقا حتى يردا عليّ الحوض" هو يريد في الواقع شيئاً عاماً أعم من قضية الولاية، لو نظرنا إلى مسألة الولاية لمن الولاية؟ هل الولاية لعلي عليه السلام لأجل شخص علي؟ أم هي بالواقع لهدف صيانة الأمة وحفظ الأمة؟ صحيح فيها تكريم ورفعة للإمام عليه السلام لكن البعد الأشمل والأعم هو حفظ هذه الأمة، لذلك نحن نجد في تصرفات أهل البيت عليهم السلام في الأزمنة المختلفة حفظاً لهذه الأمة.
وتابع سماحة السيد :
في الواقع ما نستشفه من قول رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: " مَثَل أهل بيتي فيكم كمَثَل سفينة نوح مَن رَكِبها نجا ومَن تَخلَّف عنها غَرِق"، سفينة نوح في وقتها كانت دنيا كاملة مختصرة في سفينة نوح، كان فيها تحصين ليس فقط لحياة الذين آمنوا مع نوح بل فيها حياة الحيوان، حياة النبات، لكل الأنشطة الحياتية على ظهر هذه السفينة التي حَوَت من كل زوجين اثنين، أهل البيت عليهم أفضل الصلاة والسلام في تعاليمهم هنالك إنقاذ لكل جوانب الحياة، بما أن آل البيت هم أئمتنا وهم سفينة النجاة فالتحصين الذي يجب أن نتخذه يكون تجاه أنفسنا، تجاه أبنائنا، تجاه أزواجنا، تجاه مجتمعاتنا، تجاه كل وجودنا.
القضية لا تنتهي عند قضية الإمامة والخلافة، الإمامة والخلافة هو نوع ونمط من أنماط التحصين، لكن هناك جهات أخرى أيضاً يجب أن نلتفت إليها وأن نعمل تحصيناً لأجلها، من هنا تأتي المسؤولية عن أنفسنا وعن أبنائنا.
موضوع الغدير هو موضوع تحصين الأمة ضد الانحراف بكل أشكاله، العقائدية، التشريعية، السياسية، الجهادية، الاقتصادية، الاجتماعية، كذلك الإمامة هي تحصين، وإلا لما كان هناك داعٍ أن يكون الإمام معصوماً في جميع شؤون الحياة كما النبي عليه الصلاة والسلام هو معصوم في جميع شؤون الحياة.
ثم اختتم سماحة السيد عبد الله نظام خطبة الجمعة المباركة بالدعاء والصلاة على رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم.
لمتابعة الخطبة كاملة على الرابط التالي:
https://www.youtube.com/watch?v=ytuWr06mVHM