title
أقام سماحة السيد عبد الله نظام خطبة وصلاة الجمعة في مقام السيدة زينب عليها السلام و استهل سماحة السيد خطبة الجمعة بالحمد والشكر لله تعالى و بالصلاة على أشرف خلق الله محمد صلى الله عليه وآله وسلم.
تحدث سماحة السيد في خطبة الجمعة عن ضرورة الاستعداد لشهر رمضان المبارك وإيتاء حقه في العبادة لنخرج منه مغفوري الذنوب:
كل عام وأنتم بخير بحلول شهر شعبان شهر رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم شهر مولد الأقمار النبوية أئمتنا: الإمام الحسين عليه السلام، الإمام زين العابدين عليه السلام، صاحب الأمر عجل الله تعالى فرجه الشريف وكذلك مولد أبي الفضل العباس عليه السلام.
هذا الشهر المبارك هو شهر إعداد واستعداد لقدوم شهر الله عز وجل شهر رمضان المبارك، شهر العبادة والعمل الخيّر الصالح الذي ينبغي على كل مؤمن أن يدأب فيه في عبادة الله تعالى وتلاوة القرآن وإقامة كل السنن والفرائض حتى ندخل في شهر رمضان المبارك وقد صار لنا استعداد لإقامة ما يريده الله تعالى في هذا الشهر مما يكون غفّارة لذنوبنا وكفّارة لسيّئاتنا.
وأشار سماحة السيد إلى أن الإمام مدرسة بفعله وسلوكه وليس فقط في أقواله:
الذي يريد ان يعرف أحكام ربه عليه أن يعرف إمامه وأن يسأل إمامه وأن يعمل وفق عمل إمامه، نحن في الحقيقة أمام مدرسة، هذه المدرسة مدرسة الإمامة صاغها رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم وصاغها ربها جل شأنه الذي أراد لهؤلاء أن يكونوا في هذه المرتبة وأن يكونوا هداةً للأمة فهو سدّدهم وحفظهم وجعلهم أئمة معصومين حتى يبلغوا الأهداف التي نصبهم الله تعالى لأجلها، لذلك نحن إذا أردنا أن نرتبط بأئمتنا وأن نعرف أئمتنا فإن علينا أن نعرف منهج حياتهم، الإمام مدرسة ليس في أقواله فقط، الإمام مدرسة بفعله، بسلوكه، وتصديه لجميع الأمور التي كانت تواجهه في حياته.
وتابع سماحة السيد، قائلاً:
الإمام الحسين عليه السلام كلكم تعرفون مقدار التضحية والبذل والعطاء الذي قام به في عاشوراء، قدّم نفسه أهل بيته، أبناءه، كل وجوده وكل كيانه المادي والمعنوي على السواء في سبيل الله عز وجل.
في الصحيفة السجادية هنالك أنماط من الدعاء مختلفة، كل دعاء له هدف، في الصحيفة السجادية هنالك المناجاة الخمسة عشر، مناجاة الشاكرين، المستغفرين، التوابين، المحبين... إلخ.
في الصحيفة السجادية دعاء مكارم الأخلاق الذي هو منهج في التربية الأخلاقية للإنسان.
الإمام السجاد صلوات الله وسلامه عليه في وقعة الحَرَّة عندما ثار أهل المدينة على يزيد بعد كربلاء بأقل من عام، أخرج أهل المدينة الأمويين من المدينة وأرادوا أن يخرجوا نساءهم أُسارى، جاء مروان بن الحكم إلى الإمام السجاد صلوات الله وسلامه عليه قال له: يا علي الأمر كما ترى وهذه النسوة والأولاد أبناء عمك، الإمام زين العابدين عليه السلام قال له: أضمهم إلى عيالي ائتيني بهم جاء بنساء بني أمية جعلهم تحت رعايته وفي كنفه مع عياله إلى أن انجلت وقعة الحَرَّة وانتهى أمرها ورجع الأمويون وأخذوا نساءهم، ماقال الإمام عليه السلام واحدة بواحدة إنما أكرمهم، حفظهم، صانهم مع أنهم لم يصونوا حرمته، لم يعمل بالثأر وبردة الفعل، عمل بما يمليه عليه إسلامه وإيمانه.
وذكر ما يحدث في المنطقة من أحداث سياسية:
في هذه الأيام لا بد أن نذكر أيضا ما يتعلق بحياتنا، ما يرجع إلى الظرف العام الذي نعيشه اجتماعياً، سياسياً، وثقافياً، في بلدنا هذه والذي يعيشه بأسلوب مشابه معظم المسلمون في بلادهم، لا شك ولا ريب أن الظرف غير طبيعي، هنالك مؤامرة كبرى، هذه المؤامرة تقوم بها أمريكا وإسرائيل ويساعدها على ذلك بعض البلدان الإسلامية والعربية، في ظن أولئك أن هذا يحفظ عروشهم وكراسيهم وهم مستعدون لأجل ذلك أن يفرّطوا بأمتهم، بقضاياها، بمصالحها، هذا ما نلاحظه من خلال عملية التطبيع المؤسفة والمحزنة التي يقوم بها بعض حكام المنطقة.
نتنياهو عندما عمل عملية التطبيع مع الأمارات صرّح تصريحا ملفتاً للنظر، قال نطبّع لأننا الأقوياء، دول الخليج هي الطرف الضعيف في هذا التطبيع، فهؤلاء يعملون لخدمة عدوهم وهذا العدو في أي لحظة من اللحظات يمكن أن يدير ظهره لهم، يفتك بهم لأنه هو لايريدهم أن يكونوا باقين و أقوياء، لذلك من هذه الجهة يجب علينا أن نكون على حذر من بعض المقولات التي بدأت تشيع في أوساط بعض الشباب وبعض الرجال في بلادنا.
نحن ليس عندنا مشكلة في التطبيع نريد أن ناكل خبزاً، نريد أن نعيش عيشة جيدة، من قال لكم إذا طبّعتم ستعيشون عيشة جيدة، حصل هذا لغيركم حتى يحصل لكم؟ كل الذين دخلوا في هذه الأعمال ذاقوا وبال أمرهم وبقيت الشدة قائمة على رؤوسهم، هل جاء عدوك لتكون قوياً؟ أم جاء لتكون ضعيفاً، ليستغلك ويقضي عليك؟
ثم اختتم سماحة السيد عبد الله نظام خطبة الجمعة المباركة بالدعاء والصلاة على رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم.
لمتابعة الخطبة كاملة على الرابط التالي:
https://www.youtube.com/watch?v=Cxd9chf4Iks