title
استهل سماحة السيد عبد الله نظام خطبة الجمعة بالحمد والشكر لله تعالى و بالصلاة على أشرف خلق الله محمد صلى الله عليه وآله وسلم.
تحدث سماحة السيد في خطبة الجمعة عن التعليمات المُدرجة في سورة الحُجُرات والموجهة لبناء الإنسان:
في القرآن الكريم هنالك سورة هي سورة الحُجُرات، في هذه السورة المباركة تعليمات موجهة إلى الإنسان لبنائه الأخلاقي والمسلكي فإنه من المهم جدا في ديننا الإسلامي أن يراعي الإنسان المؤمن قواعد الأخلاق والسلوك الحسن ونبينا صلى الله عليه وعلى آله وسلم قد عرّف الدين قائلاً: "إنما الدين المعاملة" ما يدور بينك وبين أخيك، ما يدور بينك وبين أهلك وجيرانك هو تعبير عن مدى التزامك بدينك، كلما كانت المعاملة حسنة وخلقه حسن وكلما كان هنالك رعاية لحقوق الأهل وحقوق الجوار هذا معناه أنك أنت من المؤمنين، كلما حَسُنَت معاملتك حَسُنَ إيمانك، "أحاسنكم إيمانا أحاسنكم أخلاقا" كما هو حديث رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم.
في سورة الحُجُرات هنالك تنبيه إلى أمور قد يغفل أحيانا الإنسان عنها، مثل ضرورة الالتزام بتشريع الله عز وجل دون أن يتقدم هذا الإنسان ليشرّع من عند نفسه ما يشاء لأنه لا يحق للإنسان أن يشرّع من عند نفسه ما يشاء، لا بد أن يلتزم بتشريع الله عز وجل.
وفي سورة الحُجُرات هنالك توجه إلى بعض القواعد السلوكية التي تناسب إيمان الإنسان وتحذير من بعض القواعد السلوكية التي تنافي إيمان الإنسان.
وذكر سماحة السيد بعض التصرفات التي تنافي قواعد الإيمان، منها:
الله عز وجل يحذّر من تصرف آخر، هنالك شخص يأتي إلى النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم، إذا ذكر النبي صلى الله عليه وآله وسلم أمراً هذا الرجل استهجن ذلك الأمر واستنكر ذلك الأمر، أجاب النبي بصوتٍ مرتفع عالٍ جداً هذا منافي لقواعد الأخلاق، هذه القضية لا ترتبط بالنبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم، هذه القضية لها علاقة بين الابن وأبيه مثلاً، بين المرؤوس ورئيسه مثلاً، بين الزوج وزوجه مثلاً، لأنه لا يحق للولد أن يرفع صوته فوق صوت أبيه فيه عدم احترام كذلك لا ترفع الزوجة صوتها فوق صوت زوجها فيه عدم احترام، فهذه القضية عملياً لا تختص بالنبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم.
الإمام زين العابدين عليه السلام كان يقول: "جُمَاع الأخلاق، كل الأخلاق في سورة الحُجُرات".
ثم أشار سماحة السيد إلى مصادفة مناسبتين عظيمتين في الأسبوع القادم، استشهاد الإمام الكاظم عليه السلام و يوم المبعث النبوي الشريف:
في الأسبوع القادم هنالك مناسبتان: المناسبة الأولى هي شهادة الإمام موسى الكاظم عليه أفضل الصلاة والسلام تصادف يوم الأحد القادم، الإمام الكاظم عليه السلام هو الإمام السابع من أئمة آل البيت عليهم أفضل الصلاة و السلام، وَليَ الإمامة في أيام الهادي العباسي واستُشهِد بأمرٍ من هارون الرشيد.
الإمام الكاظم عليه السلام له كلام كثير في قضايا العقيدة، في أجوبة المسائل الفقهية، تراثنا العقدي والفقهي يرجع إلى ثلاثة: الإمام الباقر عليه السلام، الإمام الصادق عليه السلام، الإمام الكاظم عليه السلام ثم يأتي بعد ذلك الإمام الرضا عليه السلام في المسائل العقائدية في الخصوص، السبب في ذلك أن الأئمة الأربعة لهم نصيب أكثر من غيرهم في التوجيه إلى الأجوبة الصحيحة.
المناسبة الثانية هي عيد المبعث النبوي الذي يصادف يوم الثلاثاء، هذا المبعث الذي كان عنوان الهداية لهذه الأمة وانطلاقةً للنور الرحماني في هذه الدنيا وللتعاليم الإلهية المُحقة ونحن مدعوون لحضور احتفال المبعث النبوي.
ثم اختتم سماحة السيد عبد الله نظام خطبة الجمعة المباركة بالدعاء والصلاة على رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم.
لمتابعة الخطبة كاملة على الرابط التالي:
https://www.youtube.com/watch?v=H-vhklyHx6E