title
استهل سماحة السيد عبد الله نظام خطبة الجمعة بالحمد والشكر لله تعالى و بالصلاة على أشرف خلق الله محمد صلى الله عليه وآله وسلم.
متابعةً لشرح السورة الكريمة "لقمان" يقول سماحة السيد:
لقمان عليه السلام أتاه الله عز وجل الحكمة نعمةً وفضلاً منه، فهو يُلقَب بلقمان الحكيم بناءً على تلك العطية الإلهية الصحيحة والرفيعة للقمان عليه السلام وهي الحكمة.
الله جل شأنه يُسند إيتاء الحكمة للقمان إلى نفسه جل شأنه، قد يقول قائل إذا كان هذا هو عطاء الله عز وجل لِمَ لم يُعطَ هذا العطاء لكل أحدٍ من الناس فيكون الناس حكماء وبالتالي لا يصدر عنهم إلا ما يكون حسناً؟! ربنا جل شأنه هو الفاعل الحقيقي في هذا العالم لذلك من هذه الجهة كل شيء يرجع إليه ويُسند إليه.
ويشير سماحة السيد إلى أن على الأبوين عدم إجبار أولادهم على عمل ليس فيه طاعة الله عز وجل:
لا حق للأب ولا الأم على الولد أن يجبراه على القيام بعملٍ لا يرضاه الله عز وجل طمعاً في المعروف ولذلك من هذه الجهة أنت مطالب أن تعتقد الاعتقاد الصحيح الذي تراه صحيحاً، أن تعمل الأعمال التي تراها صحيحة ولا تطع والدك أو والدتك إذا أرادوا إلزامك بشيءٍ غير صحيح لكن في ذات الوقت يجب أن تبقى العلاقة علاقةً حسنةً قائمة على المعروف بينك وبينهما.
وذكر سماحة السيد في خطبة الجمعة ولادة السيدة فاطمة الزهراء عليها السلام:
في هذا الأسبوع كان عندنا ذكرى ولادة سيدة نساء العالمين السيدة فاطمة الزهراء عليها السلام هذه المرأة التي اختارها ربنا جل شأنه لتكون تسليةً لحبيبه المصطفى صلى الله عليه وعلى آله وسلم ولتكون سبباً لذريته وللأئمة الطاهرين عليهم أفضل الصلاة والسلام، الله عز وجل أمر نبيه أن يحدّث في حقها أحاديث كثيرة ولعل أهمها: "فاطمة بضعة مني ما يُريبها يُريبني، ما يُؤذيها يؤذيني ومَن آذاني فقد آذى الله" حتى سمع على الألسنة أن الله عز وجل يغضب لغضب فاطمة ويرضى لرضاها.
لِمَ وصلت سيدتنا الزهراء سلام الله عليها إلى هذه المرتبة؟
هل القضية قضية منحة إلهية؟ أو أن هنالك استحقاقا وحقانيةً لفاطمة صلوات الله وسلامه عليها استحقت بموجبها هذه المراتب؟!
أبناء الأنبياء كُثُر ذكوراً وإناثاً لم نسمع في حق ابن نبيٍ أن الله عز وجل قال في حقه إن الله يرضى لرضاه ويغضب لغضبه.
وتابع سماحة السيد، قائلا:
محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم كسر شوكة قريش، ومحمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم كسر شوكة اليهود ومحمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم كسر شوكة الطائف وأهلها ومحمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم كسر شوكة أهل اليمن أيضاً ومحمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم كسر شوكة القبائل العربية من شمالها إلى جنوبها.
بطبيعة الحال المتوقع من هؤلاء أن يحاولوا الثأر لانكسارهم وهذا ما برهنته حوادث الأيام التي تلت وفاة رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم وما لقيه آل بيته الطيبين الطاهرين من أَثَرَةٍ وحيفٍ وظلمٍ بعده لذلك هو ينبه هذا التنبيه ويبين للناس أن هذا فيه غضب الله عز وجل إياكم أن تفعلوا أيها الناس رأفةً منه صلى الله عليه وعلى آله وسلم لأمته ولكن هيهات هيهات غلبت الطبيعة البدوية القبلية الجافة التدين في نفوس أولئك الناس.
سيدتنا الزهراء سلام الله عليها هي نبع الكوثر الذي باركه الله عز وجل وأعلنه لنبيه صلى الله عليه وعلى آله وسلم عطاءً ونعمة لأن أهل الجاهلية يحبون فترة الولاء وكانوا يرون أن أحد أسباب العزة لإنسانٍ هي كثرة ولده.
وتحدث سماحة السيد عن ما أقدمت عليه اليمن في الأمارات، قائلاً:
من الأشياء التي حصلت في الأسبوع الماضي أيضا هو ذلك القصص من اليمن من اؤلئك المظلومين المقهورين على الأمارات المتحدة وعلى السعودية وللمرة الثانية يحصل، وفي الواقع هذا الرد هو الذي يُلجِم العدوان لأنه إذا لم يكن هنالك رد فإن المعتدي يستمرئ العدوان لأنه سهل يسير لا يكلفه شيئا.
وفي الواقع هذا الرد في محله تماما وإن كانت الأمم المتحدة ودول العالم كلها استنكرت، بعضها استنكر طمعا في المال وبعضها استنكر مُمالَئة لتلك الدول التي هي عمليا تخدم الاستعمار وتخدم القوى الغربية في حركتها السياسية.
لذلك لا يوجد شي كالجهاد الذي يلزم منه العز وأن الجهاد باب من أبواب الجنة.
ثم اختتم سماحة السيد عبد الله نظام خطبة الجمعة المباركة بالدعاء والصلاة على رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم.
لمتابعة الخطبة كاملة على الرابط التالي:
https://www.youtube.com/watch?v=0FqntL8Hch8