title
استهل سماحة السيد عبد الله نظام خطبة الجمعة بالحمد والشكر لله تعالى و بالصلاة على أشرف خلق الله محمد صلى الله عليه وآله وسلم.
تحدث سماحة السيد في خطبة الجمعة عن تفسير سورة "اقرأ":
من أوائل السور وبعضهم يعدها هي السورة الأولى التي نزلت على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وهي سورة "العلق" هذه السورة المباركة عند مشهور فقهائنا أنها هي السورة الأولى، وهذه السورة المباركة ترسم خطاً فاصلاً بين الكفر وبين الإيمان، تحدد في آياتها الأُوَل الانتقال من الكفر إلى الإيمان، ما هي دعائم هذا الانتقال وأساسياته؟ يقول فيها ربنا جل شأنه "اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ * خَلَقَ الْإِنْسَانَ مِنْ عَلَقٍ * اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ * الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ * عَلَّمَ الْإِنْسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ" هذه الآيات في الواقع هي الخط الفاصل بين الكفر والإيمان، بداية التعريف بالدين الجديد هي البسملة أن ربنا جل شأنه قال "بسم الله الرحمن الرحيم" عندما يبدأ التعريف بهذه الطريقة معنى ذلك أن هذا الدين بناؤه بالنسبة إلى الاعتقاد بربه إنما هو مبني على الرحمة، هذه الرحمة الواسعة الشاملة التي تشمل كل شيء في هذا الوجود، الإنسان، النبات، الحيوان، البر، الفاسق، المؤمن، الكافر، كل هؤلاء مشمولون برحمة الله تعالى، الرحمة لا تشمل فقط خصوص المؤمنين وخصوص الأتقياء بل هي شاملة جامعة تشمل الجميع، جميع الكائنات وجميع أنواع البشر.
وتابع سماحة السيد:
الذي خلق والذي يدبر الأمر والذي يربي وينمّي ويعتني هو الله عز وجل لذلك لا بد أن نقرأ باسمه، هو أعلم بمن خلق، أعلم بم يصلح لهذا الذي خلقه للذي أوجده، لذلك من هذه الجهة إذا نظر الله عز وجل إلى حياة الإنسان ينظر إليها بنظرة شمولية، هذه النظرة الشمولية تضم جميع نواحي حياة هذا الإنسان وبالتالي التشريع سيكون متناسباً مع جميع هذه النواحي ليس فيه نظر إلى جهة خاصة دون أخرى.
الله عز وجل نبّه الناس إلى خطأ الاتجاه وقال لهم إن عليكم اتباعه الانصياع لأوامره إنما هو ربكم الذي خلقكم، يؤكد الله عز وجل في السورة الكريمة أن على الإنسان القراءة باسم الرب ثانيةً ويبين له من جهة أخرى أن هذا الرب هو الأكرم، الأعظم عطاءً على الإطلاق، أسماء التفضيل بالنسبة للفظ الجلالة الأعظم، الأكرم، الأكبر تعني أنه عز وجل الكبير، العظيم، الكريم على الإطلاق.
الدليل على كرمه عز وجل " اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ * الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ" الله منحنا نعمة كبيرة وهي نعمة الكتابة التي هي البداية لحفظ العلوم وانتقال المعارف من جيل إلى جيل ومن مكان إلى مكان، من دون ذلك لا يمكن لذلك أن يكون قائماً، هذا تمثيل لِعِظَم كرمه جل شأنه.
الاستغناء عن الله عز وجل للشعور بالقوة الذاتية، الشعور بالقدرة الذاتية أنه ليس بحاجة لشيء هذا يجعل الإنسان يعيش حالة غير طبيعية، غير صحيحة يعيش فيها حالة الطغيان.
لذلك من هنا في الواقع كان التأكيد على العبادة، السجود، الركوع، ومن معاني الركوع مثلاً هو الانحناء مع الخضوع لأنه حتى يشعر الإنسان بعبوديته بربه، أقرب ما يكون الإنسان إلى ربه وهو ساجد لأن السجود تعبير عن عبودية الإنسان وعن عظمة وألوهية الله عز وجل، فمثل هذه الأمور الله عز وجل يؤكد على الإنسان أنه أيها الإنسان عليك أن تلتفت إلى هذه الأمور وعليك أن تقيم العبودية لله عز وجل في نفسك.
ثم ينبّه الناس "إنّ إلى ربك الرّجعى" أي في نهاية المطاف عليك أيها الإنسان أن تتذكر أنك راجع إلى الله عز وجل، هذا الرجوع ممكن يكون بالتوبة والاستغفار، أو إذا استغفرت أن يعود عليك ربك بالرحمة والمغفرة وهذا رجوع من الله عز وجل، وهنالك رجوع بالموت وهنالك رجوع إلى الله عز وجل بالبعث باليوم الآخر، كل هذه الرجوعات هو رجوع إلى الله عز وجل.
ثم اختتم سماحة السيد عبد الله نظام خطبة الجمعة المباركة بالدعاء والصلاة على رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم.
لمتابعة الخطبة كاملة على الرابط التالي:
https://www.youtube.com/watch?v=XK0-v2n5exY