title
استهل سماحة السيد عبد الله نظام خطبة الجمعة بالحمد والشكر لله تعالى و بالصلاة على أشرف خلق الله محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم.
تحدث سماحة السيد في خطبة الجمعة عن الرحمة الإلهية على الانسان:
عرّف ربنا جل شأنه نفسه بأنه رحمن رحيم افتتح بهذا التعريف كتاب الله الكريم، فالبسملة هي جزء من كل سورة وبالتالي هي أول ما نزل على رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم كان "بسم الله الرحمن الرحيم" ونحن في أدبياتنا العقائدية نقول: الله عز وجل لطيف بالعباد وأن اللطف الإلهي له مظاهر منها اهتمامه بالإنسان بعد الأنبياء، الأئمة، ترتيب شؤون الناس، فهي من مظاهر الرحمة واللطف الإلهية، هذه الرحمة الإلهية أكثر ما يتصورها الناس أنها رحمة في مجال العفو عن الذنوب ودفع البلاءات عن الإنسان، لو سألنا من حولنا لأجابونا هذا الجواب أنه ما هي مظاهر رحمة الله عز وجل؟ الله سبحانه وتعالى دفع عنا البلاء الفلاني و الله عز وجل غفور رحيم يغفر لنا ذنوبنا ويكفر عنا سيئاتنا، لكنه في الواقع الرحمة الإلهية هي أوسع من ذلك هي أكثر من مغفرة الذنب ودفع البلاء، الرحمة الإلهية حتى في التكاليف التي كلفنا الله عز وجل إياها، في طريقة حساب الثواب، الحسنة بعشرة أمثالها يضاعف الله لمن يشاء، وفي مجال التكاليف سواء كان التكليف تكليفا ماديا أو تكليفا جسديا، ماليا، معنويا، في نهاية المطاف الله عز وجل قال في كتابه الكريم: "لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا" أي أن الله عز وجل أسقط عن الإنسان التكاليف الشرعية التي لا يقدر الإنسان على أدائها.
وتابع سماحة السيد، قائلا:
الله عز وجل رؤوف ورحيم بالعباد، من البداية الله "لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا" الذي يقدر على الصوم هو مكلَّف بالصوم، الذي لا يقدر على الصوم مريض فالله عز وجل طالبه أن يصوم أياما أُخَر بدل الأيام التي أفطرها، إن لم يقدر على الصوم نهائيا قال له الله عز وجل كفّر عن كل يوم بإطعام مسكين، إن لم يقدر على التكفير بإطعام مسكين لا بأس به، اذكر الله واستغفر الله تمت القضية، النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم جاءه أحد أصحابه قال له: "يارسول الله إني أفطرت يوما في شهر رمضان، قال له النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم أعتق رقبةً قال: لا أقدر على ذلك، قال له: صُم ستين يوما، قال له: يوم واحد ما استطعت صيامه، قال له أَطعِم ستين مسكينا، قال له: والله ماعندي ما أُطعِمهم، كان عند النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم عتق تمر، فقال له خذ هذا وتصدّق به على ستين مسكينا، قال له والله ما أجد أفقر من عيالي، قال له: كُلْ هو وإياهم، وضحك النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم"، أي في هذا الدين لا يوجد شيء فيه تعذيب أو مشقة على الإنسان لذلك من البداية الله عز وجل بيّن لك أن الذي كلّفتك به هو الذي تقدِر عليه.
واستعرض سماحة السيد في خطبة الجمعة حول قضايا سياسية منها ما يتعلق بالأمارات العربية المتحدة ومنها ما يتعلق بلبنان، قائلا:
في الأسبوع الماضي هنالك مسألتان، المسألة الأولى: هو ما يخص الأمن في دبي في الأمارات العربية المتحدة، فتشت دبي عن شركة تعمل في مجال الأمن حتى تحسّن من ظروف أمنها فلم تجد إلا شركة إس رائيلية تعمل في مجال الدرونات، بطبيعة الحال هذا معناه أن هنالك شبكة تجسس وجمع معلومات كبيرة في الأمارات لصالح إس رائيل، ابتداء لأن هذه الطائرات يُركب عليها كاميرات يُركب عليها أجهزة تنصت، يُركب عليها أجهزة تشويش وأشياء كثيرة أخرى، أيضا هم لا ينقصهم شيئا في مجال الأمن.
هذه الشركة يمكنها مراقبة الخليج وهذا الأمر المهم من القضية لأن المياه الإقليمية لدولة الأمارات هي جزء من الأمارات التي لها سيادة عليها، وإذا طائرة حلّقت داخل المياه الإقليمية بإمكانها أن تكتشف حتى الشاطئ الآخر بحسب دقة الأجهزة والكاميرات المركبة عليها، هذا دليل على أنه مشروع تجسسي بامتياز وإس رائيل تقدمه للأمارات العربية المتحدة.
المسألة الثانية: أخيرا سعد الحريري اعتذر عن تشكيله للوزارة في لبنان، هو من الأول لا يريد التشكيل ولكنهم اختاروه باعتبار التقسيم الطائفي السيئ الموجود هناك وباعتبار أن أولئك العوام الذين لا يفقهون شيئا هم يمثلون طبقة خلف هذا الرجل ويمكن أن يخرّبوا الأوضاع وإلا من حيث السرقة والفساد كل الفساد الذي حصل في لبنان والسرقات التي حصلت في لبنان هي من فريق هذا الرجل ومن أبيه، هو اعتذر عن التكليف شأنه.
لا حظوا ماذا قال السيسي: إن مصر تتخذ كل الإجراءات التي تكفل عدم وقوع لبنان في يد حزب الله، أنت اتخذت كل الإجراءات حتى لا يقع لبنان في يد ح زب الله، هل اتخذت كل الإجراءات حتى لا يقع لبنان في يد إس رائيل؟! في يد أمريكا؟! في يد أعوان إسرائيل وأمريكا؟! أم أن أولاء أبناء عمك وأخوتك؟ هم من جنسك؟ أنت تريد أن يأتي هؤلاء.
هذا في الواقع من الأشياء المؤسفة أن الدول العربية باتت تعلن مواقفها بصراحة في مقابل محور المقاومة، في مقابل قضية فلسطين، في نصرة الصهاينة والمخططات الأمريكية بشكل علني، أي لم يعد هنالك كما يقولون عرق للحياء، بدا كل شيء يعمل على المكشوف وهذا في الواقع من الأشياء الخطيرة جدا والتي تُنذر في قابل الأيام إلى أهداف جسام.
ثم اختتم سماحة السيد عبد الله نظام خطبة الجمعة المباركة بالدعاء والصلاة على رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم.
لمتابعة الخطبة كاملة على الرابط التالي:
https://www.youtube.com/watch?v=MbzTY5Q9Cfg