هدف فريضة الصوم

استهل سماحة السيد عبد الله نظام خطبة الجمعة بالحمد والشكر لله تعالى و بالصلاة على أشرف خلق الله محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم.

تحدث سماحة السيد في خطبة الجمعة أن لله تبارك وتعالى هدف من فريضة الصوم التي فرضها الله عز وجل على العباد:
أطل علينا شهر رمضان المبارك شهر المغفرة والرحمة، لا بد أن نتوجه إلى مسألة أنه في الإسلام ما فرض الله عز وجل فريضة إلا ولها هدف وغاية يريد أن يحققها الله عز وجل من وراء تلك الفريضة.
ففي مدرسة أهل البيت، التشريع الديني يتبع المصالح والمفاسد، كل أمر فيه مصلحة كبرى أوجبه الله عز وجل وكل أمر فيه مفسدة كبرى حرّمه الله عز وجل وأما ما فيه مصلحة ضعيفة فجعله الله تبارك وتعالى مستحباً، وما فيه مفسدة ضعيفة جعله مكروهاً وما كان خالياً من المصالح والمفاسد جعله مباحاً.
وعندما نتحدث عن المصالح والمفاسد فيكون الحديث عن المصالح والمفاسد الواقعية أي هذا العمل في واقعه، في حقيقته، على هذا الأساس عندما نرى أن الله عز وجل قد فرض علينا الصيام فإنما فرض الصيام لمصلحة فيه، هذه المصلحة كثيراً ما رددنا أن شهر الصيام هو مدرسة، هذه المدرسة مهمتها تربية الإنسان، أي الوقوف أمام الشهوات والنزوات، فعلى الإنسان أن يمسك زمام نفسه في هذا الشهر الفضيل.

وتابع سماحة السيد حديثه، قائلاً:
في شهر رمضان يوجد حسنٌ كبيرٌ في صيام الشهر الفضيل، الله عز وجل يريد أن يحقق هذا الحسن على أرض الواقع.
من جملة الحسن الذي يريد الله تحقيقه هو أن يساعدك أيها الإنسان على إظهار الصورة الحقيقية لإنسانيتك، يريد أن يساعدك على أن تظهر رفعة روحك لذلك عندما يشجعك على العمل الخيّر ويقول لك في هذا الشهر هو أجر عشرة أضعاف، من قرأ آية كمن ختم القرآن في غيره من الشهور إلى آخره، هو يريد أن يجعلك تدخل إلى هذه الساحة من الأعمال.
إذا دخلت في هذا الشهر المبارك إلى هذه الساحة من الأعمال الخيّرة ولمست انت فيها في الواقع ما فيها من الأثر والفائدة والحسن ربما لا تتركها بعد ذلك وهذا هو المهم.

وأشار سماحة السيد إلى أن الرسول صلى الله عليه وعلى آله وسلم كان قد جمع في إحدى خطبه المعاني التي تطرق إليها سماحة السيد في بداية خطبة الجمعة، قائلاً:
في خطبةٍ لرسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم لما دخل شهر رمضان المبارك قال فيها: "أيها الناس من حسَّن منكم في هذا الشهر خلقه كان له جوازاً على الصراط يوم تزل فيه الأقدام ومن خفف في هذا الشهر عما ملكت يمينه خفف الله عليه حسابه، ومن كفَّ فيه شره كفَّ الله عنه غضبه يوم يلقاه ومن قطع فيه رحمه قطع الله عنه رحمته يوم يلقاه...
النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم ذكر مجموعة من الأعمال بعضها عبادي وبعضها إنساني واجتماعي وبيّن أن كل واحدة من الأعمال فيه أجر وثواب مضاعف بالنسبة إلى غير شهر رمضان من الشهور لأنه يريد منا أن ندخل في مدرسة الخير، أن نتلمس نتائج تلك الأعمال في حياتنا وإذا تلمسنا أثر تلك الأعمال في حياتنا عندئذ يمكننا أن نقول بأنه هنالك مدرسة دخلنا فيها، تدربنا على تلك الأعمال، رأينا النتائج الحسنة لهذه الأعمال هذا سيكون مدعاة للمواظبة عليها في غير ذلك من الشهور.

ثم اختتم سماحة السيد عبد الله نظام خطبة الجمعة المباركة بالدعاء والصلاة على رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم.

لمتابعة الخطبة كاملة على الرابط التالي:

https://www.youtube.com/watch?v=romcbKgZDsg