title
استهل سماحة السيد عبد الله نظام خطبة الجمعة بالحمد والشكر لله تعالى و بالصلاة على أشرف خلق الله محمد صلى الله عليه وآله وسلم.
تحدث سماحة السيد في خطبة الجمعة عن الحس بالانتماء:
في هذه الأيام أيام شهر شعبان المبارك وما يتبعه عن قريب من شهر رمضان المبارك هناك موضوع يطرح نفسه على أمتنا الإسلامية وهو الحس بالانتماء، فالإسلام ليس مجرد صلاة وصيام ولا تلاوة قرآن ودعاء، الإسلام ليس ظاهرة دينية، فردية، شخصية، الإسلام هي صياغة أمة، هذه الأمة تشعر بانتمائها إلى شيء واحد، هنالك أمر يجمعها لذلك نحن نجد في القرآن الكريم بيانات في الواقع بأساليب مختلفة متعددة كلها تشير إلى هذه المسألة بدءاً من قوله عز من قائل: "إنما المؤمنون أخوة" إلى آيات أخرى تشير إلى وحدة العقيدة، إلى نظام العبادة أن المسلمين جميعا سواء وأنه يجب عليهم أن يرتبطوا بذلك الإطار الواحد الذي هو الإسلام.
ونبينا صلى الله عليه وعلى آله وسلم بيّن ذلك أيضا ببيانات مختلفة ومن أهمها قوله صلى الله عليه وعلى آله وسلم:" مَثَل المؤمنين في توادهم وتراحمهم كمثل الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى" وغيرها من الأحاديث التي توضح أن المجتمع الإيماني كيان واحد.
ربنا جل شأنه في كتابه الكريم عبّر عن ذلك بعبارات مختلفة من جملتها قوله عز من قائل:" لَّا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءَهُمْ أَوْ أَبْنَاءَهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ ۚ أُولَٰئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الْإِيمَانَ وَأَيَّدَهُم بِرُوحٍ مِّنْهُ ۖ وَيُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا ۚ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ ۚ أُولَٰئِكَ حِزْبُ اللَّهِ ۚ أَلَا إِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ".
هذه الآية المباركة ربنا يبين فيها أنه لا تجد قوما يؤمنون بالله واليوم الآخر، يوادون من حاد الله ورسوله، أي لا يمكن أن يكون عندنا أحد يدّعي الإيمان بالله عز وجل ويدّعي الإيمان برسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم ويدّعي الإيمان باليوم الآخر يود يحب ويؤيد من يعادي الله ورسوله ولو كانوا آباءهم أو إخوانهم أو أبناءهم أو عشيرتهم يعني الرابطة الإيمانية هي أقوى من كل الروابط حتى أقوى من الروابط النسبية.
وتابع سماحة السيد حديثه:
الدول المطبعة عمليا الشريك فيهم يقول نتيجة الخوف اتجهت نحو التطبيع معهم، بينما هناك من ذهب إلى التطبيع ليس خوفا إنما إيمانا بذلك وإنْ سموا بأسماء إسلامية عربية، لكن مع ذلك الله عز وجل لم يعذر أولئك
"فَتَرَى الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ يُسَارِعُونَ فِيهِمْ يَقُولُونَ نَخْشَىٰ أَن تُصِيبَنَا دَائِرَةٌ"
الله عز وجل يجيب على المقالة يقول "فَعَسَى اللَّهُ أَن يَأْتِيَ بِالْفَتْحِ أَوْ أَمْرٍ مِّنْ عِندِهِ فَيُصْبِحُوا عَلَىٰ مَا أَسَرُّوا فِي أَنفُسِهِمْ نَادِمِينَ"
هل جربت أن تنصر الله وخذلك الله طبعا لا، من البداية قطعت كل العلاقات مع الله عز وجل وتقول بعد ذلك الله لن ينصرني، بالتأكيد الله لن ينصرك يقول الله عز وجل"وَلَيَنصُرَنَّ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ ۗ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ".
وأكد سماحة السيد يجب أن يتحقق الانتماء بأن نكون رابطة واحدة:
نحن لا نعيش لا رابطة إيمانية ولا أخوة دينية ولا انتماء حقيقي لا إلى الإسلام بالمعنى العام ولا إلى مدرسة أهل البيت عليهم أفضل الصلاة والسلام، الانتماء ليس له علامات، ليس له مظاهر، لذلك في الواقع عندما نرى هذه الآيات المباركات في كتاب الله عز وجل، عندما نرى الحديث النبوي الشريف أحاديث أئمة أهل البيت عليهم السلام في التعبير عن الانتماء في الإسلام في التعبير عن الانتماء في أهل البيت عليهم السلام سوف نجد فاصلة كبيرة بين واقعنا وبين الانتماء الذي عندنا.
واستعرض في حديثه عن مسألة التطبيع:
لو نظرنا إلى قطار التطبيع الذي يحصل الآن، هذا القطار من ركبه فقد أعلن اتباعه وكشف عن مواليه الحقيقيين لأنه في الواقع هذا التطبيع لا يرادمنه، مجرد أن هذه الجولة تعترف بتلك قضية أكثر من ذلك ولا أن هذه الدولة تشتري هذه البضاعة من تلك هي أكبر من ذلك، نرى أن هنالك اتباعا أي لا يرد لها طلب ولا بد أن تسير وفق الإرادة التي تريدها تلك الدولة.
كلكم سمعتم في الأخبار أن الإمارات أنشأت صندوقا للاستثمار في إسرائيل قيمته عشر مليارات دولار، هل أنشأت صندوقا للاستثمار في دولة إسلامية عربية؟ بالطبع لا.
فما معنى ذلك؟ أليس معناه تبعية؟
سابقا كان هنالك في مصر رئيس اسمه حسني مبارك، عندما كانوا يتحدثون عن العلاقات مع إسرائيل يقول أنا ورثت هذا نتيجة اتفاقية حصلت في أيام السادات هي اتفاقية كامب ديفيد وأنا محكوم بهذه الاتفاقية والخروج منها سوف يسبب لي أزمة كبيرة جدا لا استطيع أن أتحملها، على الأقل كان يبرر موقفه، أما السيسي دار كل خطوات التطبيع من أولها إلى آخرها.
في المجتمع هنالك شيء خطير يحصل على ألسنة الشباب، المثقفين، التجار، وفئات كثيرة يستغل فيها تقصير الدولة، الدولة مقصرة بطبيعة الحال في قضية الخبز، رواتب الموظفين، في غلاء الأسعار يمكن أن يكون هناك إجراءات فعالة يمكن أن تتخذ لكن بحاجة إلى أصحاب عقول، أصحاب خبرة كي يتخذونها، هذا ممكن لكن لا ان نصل إلى حد أن نقول دعونا نطبع مع إسرائيل لنخرج من الأزمة التي نحن فيها.
الله عز وجل عندما تحدث بهذه الآيات بهذه الشدة في كتابه الكريم يريد من مجتمع المؤمنين أن يحافظ على نفسه، أن يبقى متماسكا، فإذا كان مجتمع المؤمنين مجتمعا متماسكا قويا من الداخل يمكنه أن يصمد في مقابل القوى التي تأتي من الخارج.
ثم اختتم سماحة السيد عبد الله نظام خطبة الجمعة المباركة بالدعاء والصلاة على رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم.
لمتابعة الخطبة كاملة على الرابط التالي:
https://www.youtube.com/watch?v=6t6PlJBjLvQ