title
استهل سماحة السيد عبد الله نظام خطبة الجمعة بالحمد والشكر لله تعالى و بالصلاة على أشرف خلق الله محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم.
تحدث سماحة السيد في خطبة الجمعة عن ذكرى ولادة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام ومناقبه الشريفة:
مرت علينا ذكرى ولادة أمير المؤمنين عليه أفضل الصلاة والسلام، هذه الشخصية الاستثنائية في عقيدتها ويقينها وفي جهادها وفي زهدها وفي عبادتها، يكفي علياً ما ذكر فيه من الآيات على لسان رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم وما جاء في بعض مواقفه من مديح في القرآن الكريم.
هنالك الكثير من الأحاديث كحديث الغدير، حديث مدينة العلم، حديث المؤاخاة وغيرها من الأحاديث كلها تشهد بعليٍْ عليه السلام وأنه هو المقدَّم على سائر المسلمين، هذه الشخصية العظيمة التي كانت قريبة من رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم باعتباره أحد أفراد أسرته.
وتابع سماحة السيد:
التطبيق في الواقع هو شيء مهم، الكلام يستوعب كل الأعمال والتطبيق بحاجة إلى زمن حتى تحصل حادثة معينة تمر تلك الحادثة ويكون هنالك من يقوم بالتصرف الصحيح في تلك الحادثة، فإذاً من هذه الجهة عندما ننظر إلى قضية السنّة النبوية، السنّة النبوية قاصرةٌ على أن تقدم لنا الأمثلة التطبيقية الكاملة التي تلزم لحياة المسلمين.
هذه السنّة نُقلت إلينا، هل وصلت إلينا سليمة؟ هل طُبقت على نحوٍ صحيح من قبلنا؟ هل فهمنا مضمونها بنحوٍ دقيق؟
عندما يقول النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم: "إني تاركٌ فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا بعدي أبداً، كتاب الله وعترتي أهل بيتي فإنهما لن يفترقا حتى يردا عليَّ الحوض" من هنا ندرك أهمية الإمامة، أهمية الولاية، أهمية المثال والتطبيق المستمر، التصرف الصحيح في جميع الوقائع إلى قيام الساعة.
وأوضح سماحة السيد المناهج المتبعة للإنسان في حياته، قائلاً:
من وصيةٍ للإمام علي عليه السلام لابنه الحسن عليه السلام: "يابني احفظ عني أربعاً وأربعاً لا يضرك ما عملت معهن، إن أغنى الغنى العقل، وأكبر الفقر الحمق، وأوحش الوحشة العُجب، وأكرم الحسب حُسن الخُلُق" هذا منهج بالواقع لكل إنسان.
لا يوجد خلل يصيب الإنسان بشدة بالغة إلا وكان قبل ذلك يمت بعقل هذا الإنسان، إذا ضل عقل هذا الإنسان خرُبت حياته.
ويرى الإنسان نفسه غريباً هو من خلال العُجب، لأن الذي يصيبه العُجب في الواقع هذا الإنسان لا يستأنس بأحد لأنه يرى نفسه فوق كل أحد.
كلما حَسُن خُلق الإنسان حَسُنَت معاملة الإنسان.
ما نجده عند الإمام علي عليه السلام هو هذه الحكمة وهذه المناهج الحياتية التي تلقاها من رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم ومن كتاب الله عز وجل، وشيءٌ أشركته الحكمة والإخلاص لربه في قلبه، عندما يكون الإنسان مخلصاً لربه أيّده ربه وأظهر الحكمة على لسانه.
فنحن في الواقع عندما نذكر شخصية نحبها يُفترض بنا أن نلتفت إلى المنهج الذي تمثله تلك الشخصية، القضية ليست قضية حب عاطفي، إنما في الواقع الأصل فيها مناهج حياة يُطلب من الناس أن يمثلوا تلك المناهج ويمتثلوها ويقلدوها في حياتهم.
ثم اختتم سماحة السيد عبد الله نظام خطبة الجمعة المباركة بالدعاء والصلاة على رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم.
لمتابعة الخطبة كاملة على الرابط التالي:
https://www.youtube.com/watch?v=QnkGFaEpYIg