المنهج الموضوعي للدين

استهل سماحة السيد عبد الله نظام خطبة الجمعة بالحمد والشكر لله تعالى و بالصلاة على أشرف خلق الله محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم.

تحدث سماحة السيد في خطبة الجمعة عن العلاقة بين الإنسان والدين هل هي علاقة موضوعية تقوم على أساس البيّنة والدليل أو أنها تقوم على أساس عالم الغيب؟
الدين هو منهج موضوعي يقوم على الحجة وعلى الدليل.
في جانبه العبادي هنالك الجانب الغيبي، وأصل الاعتقاد بوجود الله عز وجل، أصل الاعتقاد بالنبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم، أصل الاعتقاد بقداسة القرآن الكريم، هذا كله يقوم على الدليل من خلال بحوث موضوعية، يمكن للإنسان أن يصل إليها بواسطة الاستدلال والعلم يعني وفق منهج علمي. ربنا جل شأنه ينظر إلى الإنسان ويخاطب هذا الإنسان، يقول له تعالى في كتابه الكريم: "فَلْيَنظُرِ الإِنسَانُ مِمّ خُلِقَ. خُلِقَ مِن مّآءٍ دَافِقٍ. يَخْرُجُ مِن بَيْنِ الصّلْبِ وَالتّرَآئِبِ"
الله عز وجل عندما يتحدث عن خلقة الإنسان هو يشير إلى تلك النطفة التي هي السبب والتي هي المكون الأساسي لهذا الإنسان.
هذا الإنسان على عظمته على حواسه، كل ما فيه إنما هو منشؤه هذه النطفة التي لا تُرى في العين المجردة، وبعد ذلك عندما ننظر إلى الإنسان بطبيعته إلى كل جزء من أجزائه كيف يعمل ذلك الجزء، كيف يتشكل، سوف ندرك أن هنالك إلهاً عظيماً هو الذي خلق هذا الإنسان.

ثم تابع سماحة السيد حديثه عن العلم، قائلاً:
أنت بواسطة العلم، المرآة التي تعكس صور الأشياء، أنت بواسطة العلم تستطيع أن ترى حقائق الأشياء لكن هنالك فرق كبير بين أن توجد حقيقة الشيء وبين أن تصنع الشيء، لذلك كل الاختبارات العلمية التي بين أيدينا من أول وجود البشرية إلى هذا اليوم كل نتائجها هي نتائج توصيفية.

نحن بمناسبة ولادة أمير المؤمنين عليه أفضل الصلاة والسلام بإمكاننا بالنظر إلى كلمات أمير المؤمنين، وبالنظر إلى أعمال أمير المؤمنين عليه السلام، بالنظر إلى مواقف أمير المؤمنين عليه السلام أن نستدل على حقانيته وعلى كل مايختص بشأنه.
سئل الخليل بن أحمد الفراهيدي ما الدليل على أن الإمام عليه السلام إمام الكل؟ يقول له: استغناؤه عن الكل وحاجة الكل إليه دليل على أنه إمام الكل.

وتحدث سماحة السيد عن الأحوال السياسية التي تقع فيها المنطقة:
في هذه الأيام الذي يراقب ويسمع الأخبار يجد أن هنالك لغطاً سياسياً كبيراً يتعلق بأوضاع المنطقة، هذا اللغط في الواقع هدفه تضييع الحقائق يعني مرة نتحدث باتجاه اليمين ومرة نتحدث باتجاه اليسار مرة يتحدث الأمريكان عن أنهم ليسوا بصدد حماية النفط، ليسوا بصدد سرقته، ليسوا مسؤولين عن ذلك وبالتالي مما يضفي الأمل في نفوس البعض أن هذا البترول سوف يرجع إلينا في سورية سوف نستفيد منه لحل مشاكلنا الاقتصادية وكل أحوالنا، ومرة نجد أن هؤلاء يتقدمون على الأراضي السورية بالكثير من العتاد والسلاح والجنود يجعلون معسكراً هنا ومعسكراً هناك ويثبتون وجودهم على هذه الأرض ومن جهة أخرى يقوّون داعش ويطلقون أسراها من سجون أعدائها وبالتالي حتى ترجع وتستقوي مرة أخرى.
أعداؤنا هم أعداؤنا والمؤامرة علينا مستمرة تماماً والأهداف التي يراد لها أن تتحقق لم تتغير أبداً لا بتغير الأشخاص ولا بتغير مواقف الدول، لذلك قُسم لنا في هذه الأيام أن نتحمل الظروف وهذا في الواقع يعتمد على دقة موقفنا ودقة رؤيانا.

وأشار سماحة السيد إلى أن المناورات العسكرية التي تجري هنا وهناك:
قد يظن أحد أن هناك حرباً قادمة، في الواقع لا توجد هنالك إمكانية لحربٍ في المنطقة من قِبل أحد لأن الظروف الداخلية هي ظروف فيها الكثير من المشاكل والذي عنده الكثير من المشاكل والضيق بداخله لا يستطيع أن يقوم بحرب خارج حدوده، لأنه في الواقع تلك الحرب هي باهظة الثمن وليس بمقدور أحد الآن أن يخوضها، بل ليس في مصلحة أحدٍ أن يقوم بها.

ثم اختتم سماحة السيد عبد الله نظام خطبة الجمعة المباركة بالدعاء والصلاة على رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم.

لمتابعة الخطبة كاملة على الرابط التالي: 

https://www.youtube.com/watch?v=zNfTCWbCR58