title
استهل سماحة السيد عبد الله نظام خطبة الجمعة بالحمد والشكر لله تعالى و بالصلاة على أشرف خلق الله محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم.
تحدث سماحة السيد في خطبة الجمعة عن الأسلوب المُتبع في الحياة لتحقيق الهدف على أرض الواقع:
كل شيء في هذه الحياة الدنيا بحاجة إلى أسلوب في تنفيذه لا يكفي أن يجعل الإنسان لنفسه هدفا أو شعارا لأنه مجرد أن تجعل شعارا أو هدفا إذا لم تكن هنالك طريقة موصلة تستطيع بواسطتها الوصول إلى ما تريد، معنى ذلك أن ذلك الهدف يبقى مجرد شعار لا مجال لتحقيقه على أرض الواقع.
لذلك نحن نلاحظ أن المولى جل شأنه في كتابه الكريم إذا شرّع أمرا أشار إلى طريقة تنفيذه وبيّن الآلية التي بموجبها يحصل ذلك التنفيذ.
في شرح الآية ١٠٢ من سورة النمل قال سماحة السيد:
على سبيل المثال نأتي إلى قوله عز من قائل:" يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ ﴿102﴾ وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا ۚ وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا وَكُنْتُمْ عَلَىٰ شَفَا حُفْرَةٍ مِنَ النَّارِ فَأَنْقَذَكُمْ مِنْهَا ۗ كَذَٰلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ"
فربنا جل شأنه يمهد بكلامه بقوله" يا أيها الذين آمنوا" ومن الطبيعي أن الخطاب القرآني الذي فيه تكليف شرعي أن يكون موجها إلى المؤمنين لأن الذين لا يؤمنون لا معنى لتوجيه الخطاب الشرعي لهم.
وعندما قال عز وجل :" اتقوا الله حق تقاته" وكأنه يريد أن يشير إلى أنه عندنا تقوى حقيقية كما يريدها الله عز وجل وعندنا تقوى صورية شكلية وهذه لايريدها الله عز وجل.
الله عز وجل يريد التقوى الحقيقية التي ينبثق منها شيء عملي بحيث هذا الإنسان فعلا من المتقين الذين يخشون الله عز وجل.
وتابع سماحة السيد:
عندما نعتصم جميعا بحبل الله عز وجل فلن يكون هنالك فرقة،ولن يكون هنالك سبب للخصومة، فبما أنه لا سبب للخصومة بيننا ونحن جميعا نمتلك وحدة عقائدية ووحدة تشريعية فنحن إذا حكما أمام منظومة للأحكام التشريعية التي تشملنا جميعا التي تأمرنا بأشياء محددة جميعا وتنهانا عن أشياء محددة جميعا.
الله عز وجل بهذا البيان بيّن لكم ما يدل على عظمته وعظمة تشريعه ما ينفع حياتكم لعلكم تهتدون ولعلكم تعتقدون بذلك وتؤمنون به.
الشيء الذي يجب التركيز عليه هو الربط بين الأمر بالاعتصام وواسطة الاعتصام التي هي حبل الله عز وجل أي أن الواسطة الوحيدة التي تنفعكم في وحدة كلمتكم إنما هو التمسك بتشريعات الله عز وجل.
واستعرض سماحة السيد في حديثه عن الأحداث التي جرت في أمريكا، قائلا:
ما أريد أن أشير إليه بعجالة هو ما حصل في الولايات المتحدة الأمريكية من محاولة في الاعتداء من قبل فريق المشاغبين والإرهابيين بقيادة ترامب حتى على المؤسسة التشريعية في أمريكا وتمسكا بالسلطة والرئاسة.
الشعب الأمريكي لا يفرق عن أي شعب آخر في العالم الثالث، عندما تتوفر الأسباب للممارسات المتخلفة الكل يصبح متخلفا.
فالانخداع بأن غيرنا عنده حضارة وتقدم وثقافة ونحن لا نملك شيئا من ذلك هذا كذب.
المسألة التي أريد التحدث عنها، أن القرارات التي أصدرها الرئيس الأمريكي جو بايدن لا تغرنكم، هو سمح لأبناء الدول العربية بالسفر إلى أمريكا فهل هو سفر إلى الجنة؟! بالطبع لا.
الذين يعرفون واقع المجتمع الأمريكي يجدون أن هذا المجتمع يقوم في نهضته العلمية في جزء كبير منها على أبناء البلاد الأجنبية الذين يأتون إلى أمريكا.
فهو عندما يفتح الطريق حتى لا يحرم نفسه من تلك الأدمغة والطاقات التي تغذي مؤسساته.
السوء يبقى مستمرا سواء بعهد بايدن أو غير بايدن ونحن في إدارة بايدن سنبقى على نفس السوء السابق، لن يتغير شيئا لا في الأهداف ولن يتراجع عن شيء من الأشياء التي تحققت في أرض الواقع.
ثم اختتم سماحة السيد عبد الله نظام خطبة الجمعة المباركة بالدعاء والصلاة على رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم.
لمتابعة الخطبة كاملة على الرابط التالي:
https://www.youtube.com/watch?v=RyiZAnWCrK4