title
استهل سماحة السيد عبد الله نظام خطبة الجمعة بالحمد والشكر لله تعالى و بالصلاة على أشرف خلق الله محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم.
تحدث سماحة السيد في خطبة الجمعة عن التكوين الإنساني ومقارنته بالطبائع الحيوانية، قائلا:
من كلام للإمام علي عليه السلام يتحدث فيه عن طبيعة التكوين الإنساني ويقارنه بطبيعة الملائكة وبالطبائع الحيوانية يقول عليه السلام: "خلق الملاك من عقل بلا شهوة وخلق الإنسان من عقل وشهوة وخلق الحيوان من شهوة بلا عقل فإذا غلب عقل الإنسان على شهوته صار فوق الملاك فإذا غلبت شهوة الإنسان على عقله صار دون الحيوان"
مجال التفوق أو الانحدار هو أن الله عز وجل قد منحك قدرة. أيها الإنسان فقد تستخدم القدرة التي منحك الله إياها أو لا تستخدمها، الفرق بين الانحدار والرفعة هو استخدام القدرات.
هذا الإنسان زوده الله عز وجل بعقل وشهوة، قد يقول قائل لِمَ الشهوات؟
الشهوات تتناسب مع طبيعة الحياة لتستمر هذه الحياة وتبقى هذه الحياة، فهنالك أمر ضروري في حياة الإنسان لاستمرار الإنسانية، يتلاءم مع طبيعة الجسد المادي الذي هو أحد مكونات الإنسان فلذلك من هذه الجهة لا بد من الشهوات إلا أن هذه الشهوات ينبغي أن تكون محكومة للعقل.
وأشار سماحة السيد إلى أن الشهوات وعدم ضبطها هو طريق لارتكاب المحرمات:
الأعمال في نهاية المطاف ترجع إلى الله عز وجل لذلك من هنا الله عز وجل يقول: "وَأَضَلَّهُ اللَّهُ عَلَى عِلْمٍ"
يعني هذا الإنسان هو ضل في واقع الأمر عندما اتخذ إلهه هواه، لكن الوصول إلى هذا الضلال إنما هو من خلال القانون الإلهي الذي أودعه الله عز وجل في الحياة، وهذا الإنسان الذي يفعل هذه الأفعال ليس جاهلا، الذي يرتكب المحرمات ليس جاهلا بحرمتها هو عارف بحرمتها، لذلك من هذه الناحية قضية مهمة جدا بالنسبة لكل أحد منا أنه كما يقول النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم : "من حام حول الحمى أوشك أن يقع فيه".
البداية بالخطأ، البداية بالحرام بداية صعبة، الاستمرار بالخطأ والحرام أسهل لأن الإنسان في بداية الطريق مقاومة نفسه وضميره يكون شديدا، بعد ذلك هذه الشدة التي تتضاءل وتخف تصل إلى مرحلة تنعدم معها وهذا الإنسان يستمرئ تلك الشهوات وتلك المحرمات ولا تعود نفسه تقاومها على الإطلاق.
فالله عز وجل يقول: "وَخَتَمَ عَلَىٰ سَمْعِهِ وَقَلْبِهِ وَجَعَلَ عَلَىٰ بَصَرِهِ غِشَاوَةً فَمَن يَهْدِيهِ مِن بَعْدِ اللَّهِ ۚ أَفَلَا تَذَكَّرُونَ"
بعد ذلك إذا صار على بصره غشاوة فمن يهديه من بعد الله أفلا تذكرون.
واستعرض سماحة السيد في حديثه عن كفالة المسكين:
بعض الأشخاص مثلا اعتاد أن يتبرع أو أن يعطي جمعية خيرية معينة مقداراً من المال، إذا جاء أحدهم يطلب منه ويدعوه للاشتراك في كفالة المسكين يقول :" قدمت هذا المقدار احسبوه كما تشاؤون" فإذا أردتم أن تحسبوا هذا من كفالة المسكين فهذا سوف ينقطع عن الجمعية صاحبة العلاقة وتضعف تلك الجمعية على حساب كفالة المسكين.
كفالة المسكين هي شيء إضافي علينا جميعا أن نشترك فيه قليلا كان أو كثيرا كلٌّ على قدر استطاعته والقضية هي امتحان لليقين والإيمان.
النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال :"تصدقوا ولو بشق تمرة".
ثم اختتم سماحة السيد عبد الله نظام خطبة الجمعة المباركة بالدعاء والصلاة على رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم.
لمتابعة الخطبة كاملة على الرابط التالي:
https://www.youtube.com/watch?v=PtKd54F2bIM