title
استهل سماحة السيد عبد الله نظام خطبة الجمعة بالحمد والشكر لله تعالى و بالصلاة على أشرف خلق الله محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم.
تحدث سماحة السيد في خطبة الجمعة عن الإنفاق في سبيل الله، قائلا:
قال الله عز وجل "وَأَعِدُّواْ لَهُم مَّا ٱسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍۢ وَمِن رِّبَاطِ ٱلْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِۦ عَدُوَّ ٱللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَءَاخَرِينَ مِن دُونِهِمْ لَا تَعْلَمُونَهُمُ ٱللَّهُ يَعْلَمُهُمْ ۚ وَمَا تُنفِقُواْ مِن شَىْءٍۢ فِى سَبِيلِ ٱللَّهِ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنتُمْ لَا تُظْلَمُونَ"
الله عز وجل بهذه الآية المباركة بعد أن أمرنا بهذه القوة والمنعة بكل عناصرها ومكوناتها أكد على أمر خاص وهو الإنفاق في سبيل الله، لأنه من دون الإنفاق في سبيل الله لا يكون عندنا شيء، وهذا الأمر كلنا نلاحظه في حياتنا، كل ما أُنجز بالنسبة إلينا عمدته وأساسه الإنفاق في سبيل الله، لو لم يكن هنالك إنفاق في سبيل الله ما قامت لا جمعية خيرية ولا مؤسسة تعليمية ولا منشأة تربوية واجتماعية ولاشيء.
لذلك من هذه الجهة الله عز وجل يؤكد على هذه النقطة.
ثم إن المجتمع لكي يريد أن يصمد في وجه أعدائه لا بد من توفر هذا العنصر.
من يضمن الحياة لتلك الأسر التي تعرضت للعدوان؟ كيف يمكن أن تعيش؟ كيف يمكن أن تُرَتب أمورها؟
إذا نظر الإنسان فقط إلى نفسه من خلال نظرة أحادية كل واحد منا يطلب السلامة لنفسه، والذي يطلب السلامة لنفسه لا يرد عدوا ولا يردع ظالما ويمضي في سبيله كي يحقق مصالحه وأن يأمن على وجوده، لكن إذا سلك الناس هذا المسلك ذلوا جميعا وخضعوا لعدوهم جميعا واستباح عدوهم أرضهم وعرضهم وكل ما يرتبط بهم، إذاً الذي يطلبه الله عز وجل والذي يفرضه المنطق السليم والمسلك العقلائي أن الإنسان يقف في وجه عدوه، يصمد، يثبت، وبالتالي يستطيع أن يمنع ذلك العدو من أن يقهره ومن أن يسيطر عليه وأن يسيّره كما يشاء.
وتابع سماحة السيد حديثه:
قال الله عز وعلا: "وَيُؤْثِرُونَ عَلَىٰ أَنفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ" أي لو كان هنالك حاجة حقيقية لك لهذا المال أنت تؤثر غيرك على نفسك وتعطي غيرك شيئا منه أو تعطيه كله، هذه المضامين في الواقع نحن بحاجة إليها للالتفات إليها للالتزام بها، الله عز وجل يقول" وَمَا تُنفِقُوا مِنْ خَيْرٍ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنتُمْ لَا تُظْلَمُونَ" أي أنتم تسترجعونه "وَأَنتُمْ لَا تُظْلَمُونَ" أي الذي ينفق هذا الإنفاق لن يُظلم، لن يُحرم من تلك النفقة التي أنفقها، فهذه الكلمات التي قالها الله عز وجل هي تكملة المنهج.
استعرض سماحة السيد عبد الله نظام في حديثه عن العصمة العملية:
عندنا عصمة نظرية هي من شؤون العقيدة وعندنا عصمة عملية أي أن الإنسان لم يرتكب محرماً، هذه العصمة العملية متاحة وممكنة للخُلَّص من المؤمنين، عندنا بعض النماذج التي لم ترتكب محرما في حياتها.
سيدتنا زينب سلام الله عليها هي من أصحاب هذا الوصف وهذا المنهج، هي صاحبة عصمة عملية.
العصمة لها مراتب، امتناع صدور الذنب من المعصوم، وعدم الخطأ والسهو والغفلة من المعصوم، هذه المرتبة لازمة لكل المعصومين.
هنالك مراتب من الكمال الإنساني يتفاوت فيه المعصومون.
العصمة لها مراتب متعددة، الفرق بين رتبة وأخرى هو في مقدار الكمال الإنساني الذي حازه ذلك المعصوم.
وأشار في حديثه إلى ذكرى استشهاد قائد فيلق القدس قاسم سل يماني والحاج أبو مه دي المهندس:
لابد أن نلتفت إلى مسألة هنا، في بعض الأحيان الإنسان قد يتخذ موقفا يصعب فهمه على الآخرين وبعد فترة إذا تفكروا أبصروا أن ذلك الموقف الذي وقفه هذا الشخص كان موقفا صحيحا في محله.
المشكلة في هذه الأزمة التي دارت رحاها في منطقتنا أن هنالك حربا أُقيمَت باسم الدين وهذا من الأشياء العجيبة في الواقع لأن الذين أقاموها لا يفقهون من الدين شيئا، وفي تاريخنا الإسلامي هناك الكثير من نماذج القتلة الكفرة الظالمون التكفيريون، لا تنحصر القضية بداعش وجبهة النصرة ولا تنحصر بما جرى في القرن الحادي والعشرين.
في تاريخنا المملوكي والعثماني كان هنالك من يسلخ جلد الناس وهم أحياء.
المحافظة على المجتمع ما كان هماً للمماليك، المماليك كانوا فسقة، فجرة، إلى أبعد الحدود.
الحفاظ على المجتمع ما كان هماً للدولة العثمانية كان همها هو تثبيت ملكها، سعة أرضها، تعويم شأنها، واستغلال شعوبها.
في كل تلك الحقبة عمليا أولئك الظلمة ما جنوا فائدة للإسلام بل أساؤوا إلى الدين والإسلام.
في هذه الأيام عندنا أيضا من يسيء إلى الدين والإسلام، أولئك التكفيريون يسيئون إلى الدين والإسلام، الأشخاص المتعصبون ولو كانوا من شيعة أهل البيت اسما هؤلاء أيضا هم يسيئون إلى الإسلام.
الله عز وجل عندما يتحدث عن الفتنة يقول "وَالْفِتْنَةُ أَشَدُّ مِنَ الْقَتْلِ ۚ" لأنه في الواقع عندما نوقع العداوة بين المسلمين ونعمل ما يسدد إراقة دماء المسلمين هو في الواقع خروج عن الدين، خروج عن الإسلام، لا يفرح أحد فلانا قال كلمة فيها انتصار لأهل البيت، فهذه الكلمة تؤثر إيجابا في نفس مستمعها، التي تلين قلبه، أما الكلمة التي تثير غضبه وتعصبه ربما يشتم قائلها وربما يتجاوز ذلك إلى أهل البيت أنفسهم أيضا.
ما يعمله هذا الخائن المجرم وأمثاله هو بأمر من المخابرات البريطانية والهدف الأساس لهذا العمل هو إثارة الفتنة بين المسلمين، لذلك علينا أن نكون حذرين خصوصا من تلك القنوات الفضائية التي تثير التعصب بين المسلمين سواء كانت سنية أو شيعية لا فرق، كلهم يرجعون إلى جهة واحدة، المخابرات البريطانية والأمريكية.
ثم اختتم سماحة السيد عبد الله نظام خطبة الجمعة المباركة بالدعاء والصلاة على رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم.
لمتابعة الخطبة كاملة على الرابط التالي:
https://www.youtube.com/watch?v=G0gLBS5KVC8