نظرة الإسلام إلى المجتمع

استهل سماحة السيد عبد الله نظام  خطبة الجمعة بالحمد والشكر لله تعالى  و بالصلاة على أشرف خلق الله محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم.

تحدث سماحة السيد عن وحدة الكلمة في المجتمع:
في الإسلام هناك منظومات كاملة من التشريعات التي تتناول جميع مناحي الحياة، في الجانب الاقتصادي هناك مجموعة من القوانين والأحكام، الجانب الثقافي مجموعة من القوانين والأحكام، الجانب السياسي كذلك الأمر(... )
في الإسلام نحن لسنا أمام تصور جزئي تجزيئي لبعض المسائل بحيث ذلك البعض له أحكامه، لا، في الإسلام هنالك منظومات تشريعية كاملة(... )، لذلك عندما نتحدث عن وحدة الكلمة في الواقع كل هذه المنظومات التي نتحدث عنها هي في خدمة تشكيل الأمة ووحدة كلمة الأمة الإسلامية.
على سبيل المثال: عندما يأمرنا الله عز وجل قائلا، "وَلَا تَكُونُوا كَالَّتِي نَقَضَتْ غَزْلَهَا مِن بَعْدِ قُوَّةٍ أَنكَاثًا"، يأمرنا الله عز وجل أن نتوجه إلى مسألة أن هنالك أمرا قويا مبرما هو ذلك الخيط المغزول إذا نحن فتلناه بالاتجاه المعاكس رجعنا عن الهدف من غزله أعدناه أليافا ضعيفة عندئذ سيكون هنالك ضعف، الفرق في الحالتين، أنه في حالة الغزل تجتمع كل الألياف لتشكل شيئا واحدا، نقض الغزل يعني أن نعيد تلك الألياف المجتمعة أن ننقض اجتماعها وأن نجعل كل خيط صغير رفيع، منها يعمل بمفرده وينقطع لوحده حتى لو نفخت عليه الهواء.
الله عز وجل يحذرنا من أمر: أن نحل وحدتنا، أن نرجع أفرادا متفرقين، لأن هذا نتيجته ضعف الجماعة.

وتابع حديثه:
أن يكون لدينا وحدة الكلمة هذا ليس أمرا تعدديا بمعنى أنه يجب علينا أن نكون متحدين مهما كانت الظروف، الله عز وجل يعرف أن وحدة الكلمة، وحدة المؤمنين، المحبة فيما بينهم هذا أساس حتى تتحد كلمتهم، لا يمكن لهذه الوحدة أن تحصل من الناحية العملية إلا إذا كانت هناك مشاعر تؤيد هذه الوحدة وهذا الاجتماع.
حتى تكون عندنا مشاعر تؤيد هذه الوحدة لابد أن يكون بيننا محبة وتآلف فيما بيننا.

ثم أوضح سماحة السيد عن الأوضاع في المنطقة بما في ذلك وباء كورونا:
كما تعلمون أننا في حالة تفشٍ لوباء كورونا، لا يمكن أن نعالج هذا الأمر بالانزواء في البيوت لأن توقف الحياة عن دورتها لايقدر أحد على تحمّلها، إذا لابد أن نأخذ بأسباب الاحتياط حتى لا ينتقل هذا المرض إلينا ونبقى جميعا محافظين على أنفسنا.
لذلك موضوع التعقيم، الكمامة، التباعد، من الأمور المهمة.
والأهم أن نعلن عن الحالات المرضية الموجودة عندنا، فبعض الأسر يخفون الحالة المرضية، يصاب عندهم شخص أو أكثر يسكتون عن ذلك وتبقى المخالطة بينهم وبين الناس على حالها وفي الواقع هذا الإنسان ينقل المرض إلى الآخرين، فإذا كنت أنت سببه فستكون مسؤولا عن ذلك.
عليكم بالتعقيم، بارتداء الكمامات، بالتباعد الاجتماعي وأيضا الإعلان عن الحالات المرضية وعزلها.

وأشار سماحة السيد في حديثه عن كفالة اليتيم، قائلا:
الحياة الصعبة التي يواجهها الأشخاص محدودو الدخل بحيث الإنسان لا يستطيع أن يأتي إلى عياله بما يقيتهم.
هناك مبادرة اقترحها أخان كريمان بموضوع كفالة اليتيم سابقا عبّرنا عنها بإطعام المسكين.
إذا كنا مؤمنين صحيحي الإيمان لا نرضى للفساد الاجتماعي أن يكون قائما بيننا، ربما كثير من العائلات التي دخلها قليل أو لا دخل لها حتى لو قلنا لهم ارتشوا ماعندهم مجال للرشوة حتى يأخذوا.
المفروض مكافحة الفساد أي مكافحة الجميع وأن ترفع أسباب الفساد، لذلك
علينا أن نلتفت إلى أبنائنا، إلى إخواننا، إلى أهلنا إلى جيراننا وأن نقيم هذا المشروع فيما بيننا.
موضوع كفالة اليتيم يمكن أن تتحقق كأجر وثواب بعنوان كفالة المسكين بالصدقة والتبرع لهذا المشروع، يمكن أن نحققها بالواقع من خلال الحقوق الشرعية أيضا، لكن عندها لا تسمى كفالة مسكين إنما تسمى حقوق شرعية.
في ثقافة الصدقة لايوجد فرق بين الصغير والكبير، بين الفقير وبين الغني، يجب أن نحاول أن نهيّئ الكفاية لأبنائنا لمجتمعنا بحيث لا يكون عندنا خلل في حياتنا المجتمعية.

ثم اختتم سماحة السيد عبد الله نظام خطبة الجمعة المباركة بالدعاء والصلاة على رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم. 

لمتابعة الخطبة كاملة على الرابط التالي:

https://www.youtube.com/watch?v=9PBt5R4BuCM