الصبر

استهل سماحة السيد عبد الله نظام  خطبة الجمعة بالحمد والشكر لله تعالى و بالصلاة على أشرف خلق الله محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم.

تابع سماحة السيد شرح الآية المباركة "وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون به عدو الله وعدوكم وآخرين من دونهم لا تعلمونهم الله يعلمهم" :
الله سبحانه وتعالى جاء بصيغة أمر "وأعدوا لهم" أي يجب علينا الإعداد، وعندما قال "أعدوا" بصيغة الجمع، صيغة الجمع يفهم منها أمران:
النظر إلى مجموع الأفراد أي كل واحد منا فيه أن يعد
النظر إلى مجموع الأمة كأمة، فالإعداد مطلوب من الأفراد والإعداد مطلوب من الدولة أيضا.
أما قوله عز وعلا "ومن رباط الخيل" يشير إلى الجهة العسكرية والقوة التسليحية إلى آخره.
فالقوة في العقيدة هو أول مطلب، المطلب الثاني هو الوعي، مجرد أن يكون الإنسان ثابتاً في عقيدته هذا لا يكفي لابد أن يكون عنده الوعي يعرف كيف تدور الأمور من منشئها وأولها وفي أثناء حصولها ونتائج حصولها.
ما يأتي فيها الفساد في أول الشيء أو في وسطه ذلك الشيء يكون باطلا ومحرما في الإسلام.

وأشار سماحة السيد إلى الصراع الذي بدأ به الكون بين الحق والباطل قائلا:
هناك أحاديث كثيرة تتحدث عن الأنبياء وأولاد الأنبياء وبيوت الأنبياء بأحاديث ليست صحيحة، ما يهمنا من المطلب أنه من أول يوم تخاصم هذان الرجلان قابيل أراد قتل هابيل من الواضح أن الله عز وجل عندما تحدث عنهما تحدث عن قربان قرَّباه لله عز وجل فتقبل الله قربان هابيل ولم يتقبل قربان قابيل، هذا فيه إخلاص وتوجه إلى الله، هذا ليس فيه إخلاص وتوجه إلى الله، ومن هنا بدأت العداوة.
الله عز وجل ذكر هذه الحادثة وبيّنها أن الإنسان بطبيعته قد ينزع إلى الشر وقد ينزع إلى الخير، من البداية، من أول يوم وجد فيه الكون كان في صراع بين الحق والباطل فهذا الصراع هو شأن هذه الدنيا ويستمر، لذلك ليس من العجب أن أعداءنا يكيدون لنا ويحاولون النيل منا والهجمة علينا، هذه طبيعة الحياة في هذا الكون الصراع الحضاري، الصراع الفكري، صراع المصالح يعني الإنسان لا يخرج عن غيره من أنواع الحيوان.
في مقابل هذه الطبيعة الله عز وجل أرشد الناس المؤمنين إلى كيفية علاجها:
أن نردع أنفسنا عن العدوان، وأن نكون على أتم الاستعداد لردع عدونا ألا يعتدي علينا لذلك أمرنا بهذا الإعداد، من جملة هذا الإعداد هو الصبر.

وتحدث سماحته عن ضرورة الصبر للإنسان:
لا يوجد في هذه الدنيا شيء ليس له ثمن، حريتك لها ثمن، كرامتك لها ثمن، استقامة معيشتك لها ثمن، مقاومة شهواتك لها ثمن، أن تعمل البر له ثمن، أمر طبيعي أن يكون هنالك صبر ولا بد مع الصبر أن يكون هنالك تحمّل.
عبارة جميلة للإمام علي عليه السلام يقول فيها: "إنما يبدأ الصبر حيث ينتهي" أي الصبر الحقيقي عندما ينتهي الصبر ويصبح لا صبر بعد ذلك، هناك يُميَّز بين الصابر وغيره.
أهمية الصبر وتحمّل الشدائد هي في أن الإنسان عندما يكون صابرا متحملا الشدة لا يخنع لا يذل لا يضعف هذا الإنسان يكون أكبر من شدائده، أكبر من مصيبته يستطيع أن يتحمّلها ويستطيع أن يخلّص نفسه منها بعد ذلك.

في هذا الأسبوع هنالك حادثة طبيعية في سياق الأمور التي تحصل في عالمنا الإسلامي وهي زيارة نتنياهو إلى السعودية، من البداية السعودية هي كبيرهم الذي علّمهم السحر والذي دعاهم إلى الخيانة والتطببع.
السعودية إذا ترفع يدها عن ملك البحرين لا يبقى يوما واحدا على كرسيه، فلذلك كل ما يعمله هذا التافه إنما هو بأمر أولئك الخونة، ما يحصل في الإمارات هو ذات الشيء أيضا.
اجتمعت عوامل الخيانة في الأردن ومصر والإمارات والسعودية أي كل عملاء إسرائيل في المنطقة عقدوا جلسة لدراسة الوضع في سوريا أنه هل سوريا أفلتت من يدهم فعلا وبالتالي مخططهم سيكون عرضة للفشل أم أن هنالك إمكانية لإعادة الأمور للسيطرة وإعادة المؤامرة من جديد وهذا قد ينذر بحصول مؤامرة جديدة ومحاولة تغيير الواقع في هذا البلد.
هذه الزيارة صرّح عنها الإعلام ثم بعد ذلك شُكِك في حصولها وأنكرها بعض الأطراف.
نتنياهو لم ينفها وإن كان لم يثبتها.

وتابع قوله:
إذا ألحقنا هذه الزيارة بتصريحات بومبيو أنه خلال ٣٠ إلى ٦٠ يوما سيكون هناك المزيد من الدول العربية التي تريد التطبيع نعرف أن هناك مؤامرة تدور في المنطقة وعناصرها أمريكا، إسرائيل، السعودية والأعوان الآخرين الذين هم أقل شأنا وهذه المؤامرة مؤامرة مستمرة، لذلك إذا زار سرا أو علنا فالزيارة ليست مستَغرَبَة.

ثم اختتم سماحة السيد عبد الله نظام خطبة الجمعة المباركة بالدعاء والصلاة على رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم. 

لمتابعة الخطبة كاملة على الرابط التالي:

https://www.youtube.com/watch?v=RKUR6uxsWv0