title
استهل سماحة السيد عبد الله نظام خطبة الجمعة بالحمد والشكر لله تعالى و بالصلاة على أشرف خلق الله محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم.
تابع سماحة السيد في خطبة الجمعة حديثه عن إعداد القوة وكيفيتها، قائلا:
الاستطاعة أن يبذل الإنسان الحد الأعلى من الذي يقدر عليه لا الحد الأدنى.
عندنا قوة في العقيدة، ومن عوامل القوة وضوح الهدف، البناء البدني، وعندنا أيضا الصبر والثبات، إذا اجتمعت هذه العناصر بعضها إلى بعض صار عندنا قوة يمكن أن نعد أنفسنا بحسبها.
و تحدث سماحة السيد عن أن الصدق إذا فيه مفسدة للمؤمنين فهو حرام وسيئ وأن العقيدة الصحيحة لها علاقة بوضوح الهدف:
لابد للإنسان أن يصل إلى غاياته بطرق صحيحة.
الأئمة عليهم السلام كانوا يعدون مال السُّحت ومن جملته المال الذي تأخذه بحكم الظالم إلى هذا الحد لأن الأصل في القضاء في الشريعة الإسلامية والتوجه إلى الحقوق في الشريعة الإسلامية إنما هو التوجه عبر الطرق الصحيحة الشرعية، إذا كان الطريق غير سليم فالنتيجة ستكون غير سليمة وغير صحيحة، الوصول عن طريق الباطل يجعل حتى النتيجة الصحيحة حراما.
الإبصار في النتيجة، تريد أن تحق حقا، تريد أن تقيم حقا، تريد أن تصل إلى عمل صحيح، غايتك غاية صحيحة، إذا أنت سرت وراء تلك الغاية ستكون النتيجة سيئة، وهذا أيضا يجعل العمل محرم وعمل سيئ.
إذا كان الصدق فيه مفسدة للمؤمنين فبهذه الحالة يكون الصدق حراماً ولو كان صدقاً.
أنت تريد أن تصلح بين مؤمنَين، في حق أخيه أو امرأة في حق زوجها أو الزوج في حق زوجته، الإصلاح بين المؤمنين عمل خير وصريح وهو أن يخفي الإساءة الموجهة من طرف من الأطراف إلى الآخر.
إذا ذهبنا إلى المسألة السياسية أو الاقتصادية قد نجد أموراً أكثر غموضاً وأكثر تعقيداً، إذا نظر إليها الإنسان في الواقع سيجد أنه ستكون النتيجة نتيجة سيئة حتى ولو كان الذي يحصل من ناحية الأسلوب ومن ناحية الأسباب هو سليم لكن المهم ماالنتيجة التي تحصل جراء هذا العمل.
مثلا أزمة الوقود لاشك ولاريب أن هنالك خسائر كبيرة نتيجة لدعمها للوقود في البلد هذا لا إشكال فيه ولا إشكال أننا في ضائقة وحصار، يجب أن ننظر أن رفع سعر هذه المادة لا يتناسب مع الدخل الذي تمنحه الدولة للموظفين والعمال والمواطنين ولا بد أن ننظر أيضاً أن رفع سعر هذه المادة سيؤدي إلى غلاء جميع المواد، يعني الوقود هو نار مشتعلة يحرق كل شيء معه، فالذي يريد أن يتخذ هذا الموقف ليخفف العبء لابد أن ينظر في النتائج التي تترتيب على هذا الموقف.
العقيدة الصحيحة لها علاقة بوضوح الهدف وثبات الإنسان على هدفه.
وأشار سماحة السيد في حديثه عن التطبيع و عن زيارة وزير خارجية البحرين لفلسطين:
هناك أمران غريبان، الأول زيارة وزير خارجية البحرين إلى فلسطين المحتلة ولقاؤه مع قادة العدو الصهيوني ودعوة قادة العدو الصهيوني رئيس وزرائه بالخصوص للحضور إلى المنامة وتأسيس قمة ثلاثية هناك وإعادة المباحثات مع الحكومة الفلسطينية.
والأمر العجيب الثاني رئيس السلطة الفلسطينية الذي قبل ثلاثة أسابيع تقريباً ألغى المعاهدات والاتفاقيات مع إسرائيل يرجع عن ذلك ويعيد العمل بتلك التوافقات.
طلبت السلطة الفلسطينية من الجامعة العربية أن تشجب التطبيع مع إسرائيل، الجامعة العربية رفضت ذلك لأن كل الأعراب الذي في داخلها هم من المطبعين سراً أو علانيةً فقرروا تعليق عضويتهم بالجامعة العربية.
اللاهثون وراء التطبيع ماالذي يريدونه؟ السلطة الفلسطينية ماالذي تريده؟ يقال لكل مسمى من اسمه نصيب في كل مكان إلا في السلطة الفلسطينية لأن هذه السلطة ليست فلسطينية، لو كانت سلطة كانت تسهر على حقوق الشعب الفلسطيني، تمتن تلك الحقوق، ترتبها وتضع لها الأوضاع الأنسب.
في الحقيقة الإنسان يتعجب هل نحن في زمن اللامعقول، هل نحن في زمن هدر الكرامة وعدم الإحساس بالشرف والنخوة والمسؤولية، لعله كل ذلك هو في هذا الزمن.
لذلك أيها الأحبة من يستطيع أن يكون له موقف أن يكون له كلمة إزاء هذه التطورات التي تحصل في المنطقة والتي هي بالواقع تضيع الحقوق، لا تظنوا أنه إذا ضاعت الضفة الغربية ضاعت فلسطين ستكون بقية الدول في أمان، لا، هذه الطريقة تقبل التكرار في كل مكان.
ثم اختتم سماحة السيد عبد الله نظام خطبة الجمعة المباركة بالدعاء والصلاة على رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم.
لمتابعة الخطبة كاملة على الرابط التالي:
https://www.youtube.com/watch?v=GgT9I6Mjegg