title
استهل سماحة السيد عبد الله نظام خطبة الجمعة بالحمد والشكر لله تعالى و بالصلاة على أشرف خلق الله محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم.
تابع سماحة السيد في خطبة الجمعة حديثه عن إعداد القوة، قائلا:
القوة هي مطلقة ليس لها حدٌّ محدود في اتجاه معين، القوة هي قوة في العقيدة، هي قوة في البدن، هي قوة في الاقتصاد، هي قوة في الترابط و التماسك الاجتماعي، كل مايمكن أن يقوي الأمة إنما هو من القوة وكل مايمكن أن يجعلها تصمد قبال أعدائها هذا من القوة المطلوبة التي يجب على المسلمين أن يعدوا أنفسهم قِبلها.
وتابع سماحة السيد حديثه:
الولاية الأساسية هي للذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون، بعض المفسرين قالوا إن هذا الكلام لا علاقة له بإمامة الإمام علي عليه السلام، أصلا الإمام علي عليه السلام بصلاته بحيث لايلتفت إلى من حوله، هذا الكلام في الواقع ليس كلاما صحيحا، شخص يقف بجانبك وإن كنت تصلي ويطلب منك طلبا ويلح عليك لا شك أنك تلتفت له يعني في النتيجة أنت في صلاتك لست حجرا ولست خشبا ولست حديدا، قطعا أنت تشعر وترى وتبصر لذلك هذا الكلام ليس كلاما صحيحا.
قالوا "وهم راكعون" يعني وهم خاضعون، فالركوع هنا ليس المقصود تلك الحادثة التي أراد الإمام علي عليه السلام الصدقة للفقير الذي دخل مسجد النبي عليه أفضل الصلاة والسلام ولم يتصدق عليه أحد من المسلمين وتصدق عليه الإمام عليه السلام بخاتمه أثناء الركوع، فالآية لا علاقة لها بهذه الحادثة، المسألة أن هؤلاء يعبدون الله راضين وخاضعين لله جل شأنه.
وأوضح سماحة السيد الأوضاع الاقتصادية التي تعيشها البلاد وضرورة أن نكون يدا واحدة:
أنتم تلاحظون الغلاء الفاحش الذي ظهر في المجتمع والناس مقبلون على فصل الشتاء، الإنسان لا يدري هل يهيئ الطعام لعياله أم يهيئ التدفئة لعياله أو الثياب الثخينة التي تقيه البرد لنفسه ولعياله(...) ، مع ذلك الدخل بقي على ماهو عليه، إذا ننظر من الناحية العملية في هذه الأيام هنالك من يبيت جائعا وهذا أمر غير سليم في مجتمعنا لأنه من جملة ماذكرناه إن القوة من عواملها وحدة الكلمة والتعاطف والترابط بين المسلمين والمؤمن للمؤمن كالبنيان المرصوص.
تحدث سماحة السيد عن الصدقة وأنها واجب على الجميع مهما كانت ظروفهم:
نحن في مدرسة أهل البيت عليهم السلام بالخصوص وفي المدرسة الإسلامية بالعموم، الله عز وجل شرّع للفقراء ما يكفيهم لذلك الإمام علي عليه السلام قال "ماجاع فقير إلا بما مُتِّع به غني".
ثقافة الصدقة لا تعتمد على الأغنياء، النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم توجه إلى عامة الناس "وقال تصدقوا ولو بشق تمرة" أي عليكم جميعا أن تتصدقوا، الفقير والغني على السواء، لأنه لا يوجد أحد لا يستطيع التصدق بشق تمرة، الكل يشتركون في المسؤولية إنما كلٌّ على قدره، أما الذي قُتِّر عليه رزقه فليتصدق بحسب ما يأتيه وبحسب ما يمكنه.
بدأ التبرع في السابق بمساعدة الأخوة المهجّرين على العودة إلى منازلهم ثم توقف ذلك، هذا الأمر ليس جيدا، فالكثير من الناس هجّروا من بيوتهم في مناطق عدة في أيام الأزمة كسيدي مقداد والمليحة وغيرها فهؤلاء منهم من تضرر بيته، فبالنتيجة لا بد من مساعدة الناس للعودة إلى منازلهم هذا يحسّن الوضع المعيشي عندكم فيما بينكم في بيوتكم في أماكنكم وأيضا يعيد الانتشار ويعيد الوضع إلى ما كان عليه قبل هذه الأزمة و أن يعيده إلى الحالة الصحيحة.
ثم أشار سماحة السيد في حديثه عن التطبيع:
مَن الذي أوصلنا إلى التطبيع في هذه الأيام؟ الذين قاموا بالتطبيع والذين قاموا بالتعاون مع العدو الإسرائيلي والأمريكي على الظاهر إن كانوا مسلمين أو غير ذلك، ولو كانت هذه الأمة ملتفتة إلى هذا الحكم الإلهي لما وصل هؤلاء ولا تمكن هؤلاء من التطبيع والانحراف، هذا مثال من أمثلة كثيرة، التاريخ الإسلامي مليء بأحداث من هذا القبيل.
لذلك عندما نعتقد بالنبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم والإمام المعصوم، نحن نعتقد بمن لا يضل ولاينسى ولا يسهو ولا يخطئ وماينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى.
ثم اختتم سماحة السيد عبد الله نظام خطبة الجمعة المباركة بالدعاء والصلاة على رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم.
لمتابعة الخطبة كاملة على الرابط التالي:
https://www.youtube.com/watch?v=l74nFJIvfyA