الابتلاء والصبر

title استهل سماحة السيد عبد الله نظام خطبة الجمعة بالحمد والشكر لله تعالى و بالصلاة على أشرف خلق الله محمد صلى الله عليه وآله وسلم.

تحدث سماحة السيد أن الانسان يعيش في هذه الحياة ضمن خدعة، وعليه أن يتهيأ للموت:
طول الأمد، استبعاد الموت، استبعاد ان تلم به مصيبة أو كارثة كل هذا مما يخدع الإنسان به نفسه في الواقع لأنه لاتدري نفس بأي أرض تموت، ففي واقع حياة الإنسان هنالك مشكلات كثيرة وقضية موته وحياته وكل ذلك خارج عن يده هذا كله مرتبط بقضاء الله وقدره جل شأنه، لذلك يُفترض أن يُعد الإنسان نفسه للموت.
أمير المؤمنين صلوات الله عليه كان يقول "اعمل لدنياك كأنك تعيش ابدا ولآخرتك كأنك تموت غدا".
وربنا جل شأنه في كتابه الكريم أشار إلى حقيقة الحياة فقال عز من قائل ((كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ ۗ وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ۖ فَمَن زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ ۗ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ))
أي أن الحياة الدنيا هي متاع مخادع، فالإنسان يظن أنه في هذه الحياة الدنيا يستطيع أن يتصرف كيف يشاء ويفرح بالذي يؤتيه الله عز وجل، يفرح بنعمه ويظن أنه سيبقى خالدا فيها لذلك الله عز وجل يبين هذا الأمر.

وشرح سماحة السيد الآية القرآنية السابقة بقوله:
البلاء في المال إما قلة أو عدم قيمة المال، ثم بعد ذلك يقول عز وجل، البلاء ليس في الأموال فقط حتى في الأنفس أيضاً، هذه الحروب والابتلاءات والاقتتال الذي يحصل هنا وهناك في عالمنا الإسلامي، ما يصيب الناس من أمراض ما يصيبهم من قهر يؤدي إلى أذى في أجسادهم، في نفوسهم كل هذا واقعاً من الابتلاء في الأنفس.

واستطرد سماحة السيد في خطبته قائلاً:
الناس هم الذين يشرّعون في أمرهم، الناس هم الذين يقبّحون بعض الأعمال، لذلك نحن نجد مجتمعا متفلتا من كل القيود يعيش الشهوات، يعيش النزوات لأنه لا رادع يردع المجتمع.
قصارى الأمر أن الرجل إذا اقترف كل الجنايات أن يعترف بجناياته عند رجل الدين ويكون ذلك سببا لمغفرة ذنبه يعني ذلك لا يوجد محاسبة حقيقية على سوء العمل من قبل أولئك الناس.
هؤلاء الذين أوتوا الكتاب من قبلنا ولهم هذه المشكلة يريدون أن يفعلوا كل ما يشاؤون، أن يجلبوا المنافع لأنفسهم كما يريدون لا يهمهم قضية اسمها إنسانية، اسمها عمل صالح هذا حلال هذا حرام كل هذا لا يلتفتون إليه، لذلك عندما نتمسك بديننا نحن عمليا نقف في وجه مخططاتهم التي يريدون بواسطتها السيطرة على العالم والحصول على كل مايريدون ويشاؤون، فاالالتزام الديني بالواقع يعارض تلك المخططات الاستعمارية.

ثم تابع سماحة السيد في الحديث عن أذى الناس:
الأذى في الواقع ليس أن يشتم الإنسان إنسانا هذا نوع من الأذى، الأذى هو أي إصابة بسوء من أي جهة للآخر، أنت تؤذي فلانا، تؤذيه في معنوياته، تؤذيه في مشاعره، تؤذيه بجسده من جهات كثيرة أي أذى يلحق به في الواقع لذلك نحن نرى أولئك الذين أوتوا الكتاب من قبلنا والذين أشركوا يسيئون إلى عقيدتنا، يسيئون إلى مشاعرنا، يسيئون إلى أخلاقنا هذا في الواقع هو أذى نتعرض له من أولئك.
الله عز وجل يريد منا مقابل هذا الأذى أن نصبر وأن نتحمل لكن كثيراً من الناس يفكرون أن الصبر والتحمل هو قضية سلبية، أن اصبر لا يعني أجلس ساكتا ساكنا وأبقى أتحمل، هم يقولون وأنا أسكت، ليس هذا الصبر، الصبر في الواقع يعني الثبات، أنت تتحمل عندما تكون ثابتا على موقفك، على عقيدتك، هنالك تكون صابرا.
الصبر هو عدم الاتباع الأعمى نتيجة الفساد، الصبر هو أن تتحمل أن تتجلد أن تثبت على موقفك وعلى مشاعرك وعلى عقيدتك وعلى دينك.
عندما يصبر الإنسان ويثبت هذا معناه أنه أكبر من مشكلته.

وتطرق سماحة السيد في الحديث عن الغلاء وقلة الموارد لكثير من الناس:
هذه القضية في الواقع بحاجة إلى علاج من جهات وليس من جهة واحدة، بحاجة إلى علاج بالتراحم بين المؤمنين وبحاجة إلى علاج بتدبير المعاش أيضا من قبل المؤمنين، أما التراحم بين المؤمنين فهذا معناه كما يقول النبي صلى الله عليه وآله وسلم أن تكون رابطة بين المسلمين بحيث يهتم الإنسان المسلم بشؤون المسلمين، "من بات ليلته ولم يفكر بأمور المسلمين فليس منهم"، الاهتمام بشؤون المسلمين في هذه الأيام إذا كان أحد يمتلك تفكيرا يخلصهم من الشدائد، أما الشيء العملي فهو التعاطف والتراحم بين المؤمنين الذي عنده فضل مال أن يعود به إلى أخيه، الله عز وجل يقول:(( وَأَنفِقُوا مِمَّا جَعَلَكُم مُّسْتَخْلَفِينَ فِيهِ ۖ فَالَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَأَنفَقُوا لَهُمْ أَجْرٌ كَبِيرٌ))، الله عز وجل استخلفكم وأنتم ستستخلفون غيركم فهذا ليس ملك حقيقي لك أيها الإنسان، اذا تضور جوعا أخوك المؤمن وأنت تملك فضل مال فأنت مسؤول عن جوع ذلك الإنسان، هذا الشيء يجب أن نعرفة معرفة حقيقية دقيقة
قال صلى الله عليه وآله وسلم: " ما نقص مال من صدقة" فمسألة الرزق والعطاء من عند الله عز وجل.
النقطة الثانية هي تدبير المعاش وهو أمر مهم في هذه الأيام، ليس التدبير هو التقطير فقط وعدم الإنفاق في الأشياء التي ليست ضرورية.
الإمام الصادق عليه السلام يعرّف الإسراف: "الإسراف ما أتلف المال وأضر بالبدن".
نحن بحاجة للتوجه إلى كثير من تفاصيل حياتنا خصوصا في ظل هذه الأزمات.

ثم اختتم سماحة السيد عبد الله نظام خطبة الجمعة بالدعاء والصلاة على رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم.


لمتابعة الخطبة كاملة على الرابط التالي:
https://www.youtube.com/watch?v=2PBpQmXRajU 

2019/12/23910طباعةيجب عليك تسجيل الدخول0

مقاطع مختارة

مناسبات شهر جمادى الثاني

03شهادة السيدة فاطمة الزهراء عليها السلام
20ولادة السيدة فاطمة الزهراء عليها السلام