title
استهل سماحة السيد عبد الله نظام خطبة الجمعة بالحمد والشكر لله تعالى و بالصلاة على أشرف خلق الله محمد عليه أفضل الصلاة والسلام وعلى آله الطيبين الطاهرين.
تابع سماحة السيد شرح سورة الجمعة المباركة وأوضح أن النداء المقصود به في السورة هو الأذان:
هل النداء هي لصلاة الجمعة بالخصوص أو لمطلق الصلاة في يوم الجمعة؟ بحيث على الإنسان أن يبادر إلى الصلاة في أول أوقاتها في يوم الجمعة.
في الواقع الشيء الصحيح بحسب سياق الآية أن المسألة خاصة بخصوص صلاة الجمعة وللنبي بالخصوص لأنه عندما نهى عن البيع والشراء عند النداء فالبيع والشراء عند النداء لا علاقة له بصلاة الفجر ولا علاقة له بصلاة المغرب أو بصلاة العشاء.
"فاسعوا إلى ذكر الله": هنالك أمر بالسعي والمبادرة إلى ذكر الله، وذكر الله هنا الصلاة.
فإذا قبلت الصلاة: يدل إلى أن المسارعة والمبادرة المطلوبة هي إلى الصلاة وأن ذكر الله هي الصلاة، فإذا قبلت الصلاة وانتهت هذه الصلاة عندئذ يمكنكم أن تذهبوا إلى أشغالكم، فانتشروا في الأرض وابتغوا من فضل الله.
"واذكروا الله كثيرا لعلكم تفلحون" : رأس الظن والخطيئة هو الغفلة، لذلك الله عز وجل يريدنا اذا قضيت الصلاة أن نستمر في حالة الذكر وعدم الغفلة عن الله عز وجل، أي أن يكون الإنسان في حضور قلبي وليس فقط ذكر لفظي.
"وإذا رأوا تجارة أو لهواً انفضوا إليها وتركوك قائما": عند الأذان للصلاة من يوم الجمعة دخلت قافلة إلى المدينة المنورة وكان النبي عليه الصلاة والسلام صعد لخطبة الجمعة.
فترك بعض المسلمين المسجد وخرجوا للقافلة والبيع والشراء لذلك الله عز وجل يعالج هذا الموقف يقول: "إذا رأوا تجارة أو لهوا انفضوا إليها وتركوك قائما قل ما عند الله خير من اللهو ومن التجارة": أي أيها الإنسان استمر في الحضور بصلاتك وقل إنما عند الله هو خير من اللهو وخير من التجارة.
الآية المباركة هنا تدل على التسليم بأمر الله فيقول: " قل ما عند الله خير من اللهو ومن التجارة" يعني عليك أيها المسلم ان تسلم امرك لله عز وجل.
ويتابع سماحته شرح السورة:
ثم يقول الله عز وجل "والله خير الرازقين" : الذي خلق الأرزاق وحددها إنما هو الله عز وجل، لذلك من هذه الجهة لا تخف اذا بادرت إلى صلاة الجمعة، وتركت البيع وتركت الشراء وتركت كل شيء.
صلاة الجمعة هي وجوب تعيين أي لا يوجد بدل لها إلا من فاتته فيصلي الظهر عندها كذلك هذا الوجوب هو وجوب عيني أي تجب على كل أحد، ليس وجوبا كفائيا.
وأشار سماحته إلى أدلة تتحدث عن وجوب صلاة الجمعة:
شائع عند بعض علمائنا ان الانسان مخير مابين الجمعة وبين الظهر هذه الفتوى معروفة وشائعة.
يقول الإمام الباقر عليه السلام محدثا عن الرسول عليه الصلاة والسلام: "وإنما فرض الله عز وجل على الناس من الجمعة إلى الجمعة خمسا وثلاثين صلاة منها صلاة واحدة فرضها الله عز وجل في جماعة هي الجمعة".
الإمام الصادق عليه السلام يقول:
"إن الله عز وجل فرض في كل سبعة أيام خمسا وثلاثين صلاة منها صلاة واجبة على كل مسلم أن يشهدها، إلا خمسة: المريض، المملوك، المسافر، المرأة، والصبي".
الشيخ المفيد رحمه الله يروي في كتابه عن الصادقَين عليهما السلام:" إن الله عز وجل فرض على عباده من الجمعة إلى الجمعة خمسا وثلاثين صلاة لم يفرض فيها الاجتماع الا في صلاة الجمعة خاصة"، يعني بقية الصلاة يستحب أداؤها جماعة لكن إذا صلاها الإنسان فرادى تقبل منه، إلا صلاة الجمعة لا تقبل الا جماعة.
الإمام الكاظم عليه السلام سأله أحدهم عن القعود في العيدين والجمعة والإمام يخطب، كيف يصنع؟ الإمام الكاظم عليه السلام يجيبه: أقبلوا الإمام، يعني أن يتجه إلى الإمام وإن كانت جهة الإمام منحرفة عن جهة القبلة.
إذاً هذه الصلاة لا بد أن نهتم بها ان نحضرها أن لا نتركها، فهي المنبر الوحيد للناس بالنسبة لوعظهم وارشادهم.
ثم اختتم سماحة السيد عبد الله نظام خطبة الجمعة بالدعاء والصلاة على رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم.
لمشاهدة الخطبة على الرابط التالي:
https://www.youtube.com/watch?v=VOl4vTIubkc&feature=youtu.be