النفس الإنسانية

title
خطبة الجمعة 28/6/2024

استهل سماحة السيد عبد الله نظام خطبة الجمعة بالحمد والشكر لله تعالى و بالصلاة على أشرف خلق الله محمد صلى الله عليه وآله وسلم.

تحدث سماحة السيد عن أن الدين هو قانون واضعه الله عز وجل، قائلاً:
في الأنظمة الوضعية يعرّفون الإنسان تعريفاً مادياً، الإنسان حيوان ناطق، الوجود الأساس بالنسبة إليه والدور الأساس بالنسبة إليه إنما هو دور حيواني وبالتالي الأبعاد الإنسانية، المسائل المعنوية، المسائل الروحية لا يُنظر إليها في الأنظمة الوضعية، يُعامَل الإنسان كشيء كسائر الأشياء وإن اعترفوا له بميزة خاصة، لذلك من المهم من البداية أن نحدد ما الإنسان؟.
الفرق بين الدين وبين القانون، الدين هو قانون في الواقع مصدره الله عز وجل الذي هو المشرّع، بينما القوانين الوضعية هي أحكام مصدرها الإنسان.

كما ذكر سماحة السيد عن ضرورة الدين وأبدية الدين، قائلاً:
قال الله عز وجل: " يَٰٓأَيُّهَا ٱلنَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَٰكُم مِّن ذَكَرٍۢ وَأُنثَىٰ وَجَعَلْنَٰكُمْ شُعُوبًا وَقَبَآئِلَ لِتَعَارَفُوٓاْ ۚ إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ ٱللَّهِ أَتْقَىٰكُمْ ۚ إِنَّ ٱللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ" تتحدث هذه الآية عن أن الناس جميعاً خُلقوا من ذكر وأنثى أي لا فضل لأحد على أحد، طريقة الخلق والوجود هي واحدة في كل البشر الصغير والكبير، الغني والفقير، الصحيح والمريض كلهم جاؤوا إلى هذه الدنيا بنفس الطريقة.
الله عز وجل جعلنا شعوباً وقبائل أي هنالك فوارق في الشكل، في اللغة، في اللون بين إنسانٍ وآخر، وهذا الاختلاف هو قيمة إيجابية في تكوين الإنسان، السبب أن التعارف بين الناس إنما يقوم على هذا الأساس.
التعارف في الواقع لا ينحصر في تعريف الشخص لنفسه، بل يشمل كل المعاملات وكل الاختلاط الموجود بين البشر، بحيث أنه في الواقع هنالك تفاعل إنساني في هذه الحياة، بطبيعة الحال هذا التفاعل الإنساني والمعاملة الإنسانية بحاجة إلى منهج بحاجة إلى أحكام لاسيما وأن الله عز وجل عقّب على التعارف بقوله " إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ ٱللَّهِ أَتْقَىٰكُمْ ۚ " المتقي هو الذي يحفظ نفسه من الأثم يحفظ نفسه من الخطأ ومن المعصية.

وتابع سماحة السيد:
لا ينبغي لأحد أن يشكك في دور الدين في حياة الإنسان وأن هذا الدور هو دور أصيل يلازم إنسانية الإنسان وهو الأساس في المسؤولية الكونية والإنسانية للإنسان وإلا الإنسان دون دين يعود حيواناً ناطقاً كما هم عرّفوه هكذا وأرادوه بقوانينهم هكذا.
أما الإنسان الذي نعرّفه بأنه خليفة الله في أرضه هذا عنوان كبير، سامي وعظيم يفتخر فيه الإنسان لذلك علينا أن نحافظ على الاستخلاف ومنهجه حتى نكون عند الله من المفلحين.

ثم اختتم سماحة السيد عبد الله نظام خطبة الجمعة المباركة بالدعاء والصلاة على رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم.









2024/07/03294طباعةيجب عليك تسجيل الدخول0

مقاطع مختارة

مناسبات شهر جمادى الثاني

03شهادة السيدة فاطمة الزهراء عليها السلام
20ولادة السيدة فاطمة الزهراء عليها السلام