" فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ "

title
خطبة الجمعة 16/3/2024

استهل سماحة السيد عبد الله نظام خطبة الجمعة بالحمد والشكر لله تعالى و بالصلاة على أشرف خلق الله محمد صلى الله عليه وآله وسلم.
تحدث سماحة السيد عن شهر رمضان المبارك وبعض الأحكام الخاصة فيه، قائلاً:
فرض ربنا جل شأنه فريضة الصيام بدايةً لم يحدد لها وقتاً حيث قال "أَيَّامًا مَعْدُودَاتٍ" وبيّن أن علة فريضة الصوم هي التقوى بمعنى ليحفظ الإنسان مما يؤثمه أمام الله عز وجل.

الصوم هو تشريع وظيفي يريد الله عز وجل أن يُدخل الإنسان في مدرسته ليعلمه كيف يقف في وجه شهواته ونزواته وكيف يقف في وجه متطلبات نفسه.
" فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ ۖ " أي من كان حاضراً مقيماً في بلده في شهر رمضان ولم يكن مريضاً فعليه أن يصوم.
"وَمَن كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَىٰ سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ ۗ " أي الصوم هو فريضة على الحاضر والإفطار فريضة على المسافر.
التقدير أن الإنسان مريض يتحمل الصوم أو لا يتحمله هذه القضية تقديرها يعود إلى ذات الإنسان، إلى ذات المكلّف، الطبيب هو مرشد بحيث يدلك على القضايا التي هي في جسمك أما التحمّل وعدم التحمّل هذه هي قضية شخصية.

تقدير أن سفر هذا الإنسان هو سفر شغلي أو غير شغلي أيضاً يرجع إلى ذات الإنسان، هذه القضايا شخصية، المكلّف هو الذي يحددها بنفسه ويحدد تكليفه لكن عليه أن يتعلم أحكام الفقه الإسلامي.
الناس يأكل بعضهم بعضاً لولا الخوف من الله عز وجل ولولا التشريع الذي ينظم حياة الإنسان، لذلك لابد أيها الأحبة في هذا الشهر المبارك أن نقف مع أنفسنا، أن نقيم مراجعة لأعمالنا، لتصرفاتنا، لطبيعة الحياة التي نعيشها، حتى نرى أننا كم نحن نتقي الله عز وجل وكم نحن نقوم بما فرض الله عز وجل علينا.

وتابع سماحة السيد خطبة الجمعة متحدثاً عن مسؤولية الإنسان لأخيه الإنسان في هذه الظروف القاسية، قائلاً:
في هذا الشهر المبارك أحد العلل التي ذكرها الحديث النبوي المعروف أنه أحد العلل للصوم أو الأسباب الموجبة لتشريع الصوم حتى يتعرف أو يذوق الناس الأغنياء أو الذين كفاهم الله عز وجل من فضله ... جوع الفقراء.
ربما قبل سنين إذا ذكرنا هذا الأمر نعجب أنه وهل هنالك فقير جائع في بلدنا أي لا يستطيع أن يؤمّن لقمةً لإفطاره، لغدائه، لقوته في يومه، بطريقة من الطرق ربما يصعب على الناس تصوّر هذا .
الآن بعد هذه الحرب الظالمة المجنونة التي فُرِضَت عليه نتيجة تدخلات كثيرة كلنا يعرفها، في الواقع أصبح هنالك جوع حقيقي عند قسم كبير من الناس خاصةً في السنوات الأخيرة، حيث ارتفعت الأسعار ارتفاعاً كبيراً جداً وأجور الناس إذا وجدوا عملاً هو أجر ضعيف، أما الذي لا يجد عملاً فحاله أسوأ من ذلك بكثير.

الإنسان مسؤولٌ عن أخيه الإنسان، الإمام علي عليه السلام عندما كان يسمع الآية المباركة
" وَقِفُوهُمْ ۖ إِنَّهُم مَّسْئُولُونَ " كان يقول مسؤولون حتى عن البقاع والبهائم، لذلك يوجد مسؤولية كبيرة عن الإنسان، لذلك نحن موظّفون عملياً لجبر الكسر لأهلنا وأخواننا ونظرائنا في الإنسانية.
الله عز وجل لم يكتفِ بالصدقة " وَلا يَحُضُّ عَلَى طَعَامِ الْمِسْكِينِ" .
لذلك علينا أن ندعم الجهود التي تريد أن توصل المساعدة وتوصل الأمور التي فيها نوع من العون في هذا الشهر المبارك إلى الأيتام، الفقراء، المساكين.

ثم اختتم سماحة السيد عبد الله نظام خطبة الجمعة المباركة بالدعاء والصلاة على رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم. 




2024/03/16267طباعةيجب عليك تسجيل الدخول0

مقاطع مختارة

مناسبات شهر ذي القعدة

11ولادة الإمام علي بن موسى الرضا(عليه السلام)
30شهادة الإمام الجواد محمد بن علي التقي (عليه السلام)